البوطي.. انحراف في العقيدة وخلل في المنهج!!

منذ 2011-08-09

..وقد تصدى للبوطي علماء عاملون أفحموه بالحجة الدامغة، في فترة مبكرة، ونحن هنا نوجز دراسة علمية قيّمة أنجزها الأستاذ عبد القادر حامد، ونشرتها مجلة البيان المعروفة قبل21عاماً، على حلقات، بعنوان: (البوطي.. منهجه وعقيدته).


1: الشطط والتزوير

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي من أشهر العلماء والمشايخ في سوريا في العقود الثلاثة الأخيرة من السنين، وكان يحظى باحترام شعبي واسع، إلى أن اندلعت شرارة الثورة الشعبية السلمية في سوريا قبل نحو خمسة أشهر، فاتخذ البوطي موقف الانحياز المطلق للنظام الطاغوتي المحارب لله ورسوله والمستبد بعاصمة الأمويين والديار الشامية، والذي فتح الشام أمام المشروع المجوسي الجديد لنشر الرفض في أوساط العامة، بالأموال الطائلة التي تستغل فقر الناس الذي جاء وفق خطة خبيثة لإفقار أهل السنة والجماعة هناك.


بدأ السوريون يسخطون على البوطي حتى بات شتمه في المظاهرات سمة شبه دائمة، ثم انتهى به المطاف إلى إنزاله من على منبر الجامع الذي يخطب الجمعة فيه، على يد الجمهور الذي كان يتقاطر من أنحاء دمشق لحضور خطب البوطي ودروسه!!


غير أن أهل العلم الأصلاء لم يفاجئهم انحدار البوطي لأنهم يعلمون عقيدة الرجل المنحرفة والمناوئة لعقائد أهل السنة والجماعة، ولانبطاحه أمام نظام آل الأسد المارق من الدين مروق السهم من الرمية. فقد نذر البوطي قلمه ولسانه للكيد لأهل السنة وللتحريض عليهم، وتعامى عن حملة التشييع القذرة المستمرة منذ سنوات، والتي تصاعدت في عهد الأسد الصغير، حتى أصبح في سوريا عشرات الحوزات الرافضية، وهي البلد الذي ليس فيه رافضة سوى عدد يسير لا يكاد يُرى بالعين المجردة!!


وقد تصدى للبوطي علماء عاملون أفحموه بالحجة الدامغة، في فترة مبكرة، ونحن هنا نوجز دراسة علمية قيّمة أنجزها الأستاذ عبد القادر حامد، ونشرتها مجلة البيان المعروفة قبل 21عاماً، على حلقات، بعنوان: (البوطي.. منهجه وعقيدته).


ومن أبرز ما ورد في الدراسة المهمة، تأريخ عداء البوطي للدعوة السلفية، فقد تصدى المذكور في أواخر الستينات لما سماه (اللامذهبية) ووضع كتيباً بعنوان تهويلي هو: (اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية) خطب وحاضر وسب وشتم حول هذا الموضوع، ورُدَّ عليه في حينها، ولكنه شعر أنه لم يكسب الجولة، فقد وجد أنه إذا كتب رسالة رد عليه برسائل، وإذا أصدر كتيباً، رد عليه بكتاب.


فماذا يفعل!؟ وجاءت الفرصة، حين تشتت أعداؤه شذر مذر، لأسباب لا يد له هو فيها، فمنهم من يقبع في غياهب السجون، ومنهم من أجبر على الهجرة، ومنهم من ألجم بلجام الخوف والإرهاب، فانبرى الرجل من جديد يعيدها جَذَعة، ويستأنف طريقته في النقاش والهجوم، والعلم والتعليم، مع أن الفروسية تقتضي أن يسكت حيث سكت -أو أسكت- خصومه، ولكن يبدو أن العرب الذين علموا البشرية الفروسية ماتوا، أو لا يعرفهم البوطي. ففي عام 1408هـ أصدر كتاباً جديداً بعنوان: (السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب). يصلح أن يتخذ نموذجاً لما يجني التعصب والحقد والغرور والكبر على صاحبه وعلى العلم.


و قارئ الكتاب لا يخرج بتعريف للسلفية في اللغة والاصطلاح، ولا يقبض على شيء من المنهج الذي أعاد فيه القول وحوله كثيراً، وظن أنه فصل ووضح ووضع النقاط على الحروف، أما تطبيقاته فجاءت كفاء منهجه: تناقض واضطراب مضحك، وإن كان يثير الشفقة. وقل مثل ذلك في وقفته مع ابن تيمية.


أما الشيء الذي يخرج القارئ به ويتعثر به أينما جال بنظره في الكتاب فهو: كره شديد للدعوة السلفية ودعاتها يعبر عنه صراحة؛ بألفاظه التي تنم عن الكبر الموجود في نفسه، ومداورة؛ حينما يحاول أن يتزيا بزي العلماء ويستخدم عباراتهم.


ويثبت الباحث الكريم أن البوطي لا يلتزم أبجديات الأمانة والدقة العلميتين، إذ إنه يحيلك على كتب ويذكر أرقام أجزاء وصفحات، فتحب أن تتأكد لا من النقل ذاته والإحالة نفسها أحصلت أم لا- ولكن من سياق العبارة، فتفاجَأ بعدم وجود ما يتحدث عنه البتة، كما حدث في صفحة 47 من كتابه حيث أحال على كتاب (الاعتصام) للشاطبي، ج2، ص242، وبعد الرجوع إلى هذا الموضع من كتاب الاعتصام لا تجد أثراً للموضوع الذي يتحدث عنه.


وكذلك فعل في صفحة 37 فأحال على (المدخل) لابن الحاج، ج4، ص155 ولا أثر لما أحال من أجله في ذلك الموضع! بل وجدنا في (المدخل) 4/157 ما يلي: (وقد نقل عن السلف - رضي الله عنهم - أنهم كانوا لا ينخلون الدقيق، ونخله من إحدى البدع الثلاث المحدثة أولاً)؛ لكن البوطي يجعل هذه العبارة هكذا: (ومعلوم أن الروايات تواردت (!!) عن السلف أنهم كانوا في أول عهدهم لا ينخلون الدقيق وأنهم يرون نخله بدعة). [ص39]، وكذلك فعل في أكثر من مكان فمما يتعلق بإحالاته على (فتح الباري)؛ ففي صفحة 135 أحال على (الفتح)، ج 7، ص82 وج3، ص315 ولم نجد في هذين الموضعين شيئاً مما ذكر.....!.


أما قصته مع ابن تيمية فهي أمر يحتاج إلى وقفة خاصة ليس هذا وقت الحديث عنها. ولكننا نكتفي بضرب مثال على تصرفه وتلاعبه بكلام ابن تيمية من أجل أن يقيم الحجة عليه وعلى مَن ينصر آراءه، وأسلوبه هذا يذكِّر بأسلوب الشيعة في الاحتجاج، حيث إنهم ينتقون من آراء أهل السنة ما يظنون أنه حجة عليهم مع أنهم لا يؤمنون هم - أي الشيعة - بمصادر أهل السنة، وهي عندهم لا تصلح للاحتجاج؛ لأنها تعارض ما اصطلحوا عليه من أنه أدلة لهم.


يقول: (ومن ذلك ما رواه ابن تيمية - رحمه الله - عن جعفر الصادق (رضي الله عنه)، من تأويله (الوجه) في قوله - تعالى -: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلاَّ وجْهَهُ} [القصص: 88]، بالدين. وما رواه عن الضحاك من تأويله (الوجه) في الآية ذاتها بذات الله والجنة والنار والعرش. أما هو - أي ابن تيمية ذاته - (بلحمه وشحمه وعظمه ودمه!) فقد رجح أن يؤول (الوجه) بمعنى الجهة، فيكون المعنى: كل شيء هالك إلا ما أريد به جهة الله - تعالى -.

ثم قال: (وهكذا قال جمهور السلف) [ص135].


أما ابن تيمية فقد أشار إلى هذه القضية ضمن كلام رائع له في الرد على القائلين بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود، لكن البوطي اقتطع من كلام ابن تيمية ما ظن أنه نصر لحجته، ثم يا ليته اكتفى بهذه الإساءة بل أشبع هذا المقتطع مسخاً وتشويهاً، أما عن حقيقة الدافع له إلى ذلك: أهو الهوى أم قصر الباع أم ضيق الصدر؟ فهذا ما نتركه للقارئ ليكتشفه بنفسه.


يقول ابن تيمية: روي عن أبي العالية قال: (إلا ما أريد به وجهه) وعن جعفر الصادق: (إلا دينه) ومعناهما واحد. وهذا مخالف لقول البوطي: (روى ابن تيمية عن جعفر الصادق)، هذا من جهة، ومن جهة أخرى معلوم ماذا يعني اصطلاح: رُوي، بالبناء للمجهول، عند أهل الحديث.


ثم نقل ابن تيمية ما ورد من الأقوال في الآية على عادته في الاستقصاء، وهو من خلال سوقه لهذه الأقوال يتوقف مناقشاً مؤيداً أو معترضاً، وقد يستطرد قليلاً لجلاء نقطة يرى توضيحها من بحث لغوي، أو فقهي، أو تاريخي، أو غير ذلك، ثم قد يعود لمتابعة نقله الأقوال، إما معضداً رأياً رآه، أو لاستبعاد وهم قد يطرأ، وشبهة قد تثار. هذا هو أسلوب الرجل، وهو لذلك يحتاج إلى شيء من الصبر وسعة الصدر حتى يُتذوَّق، وتنفتح عجائبه، وتكتشف أوابده، ولكن أنَّى لرجل نَزِق ضيّق الصدر أن يصبر على ذلك؟! وكيف به إذا جمع إلى ذلك هوى مستحكماً وعقدة نفسية من ابن تيمية؟!


ثم بحث ابن تيمية عن اشتقاق كلمة (الوجه) مما يبدو أن البوطي لم يفهمه لضيق صدره، فقال - أي ابن تيمية -: (وذلك أن لفظ (الوجه) يشبه أن يكون في الأصل مثل الجهة، كالوعد والعدة، والوزن والزنة، والوصل والصلة، والوسم والسمة). لكن فِعْلَة حذفت فاؤها وهي أخص من الفعل، كالأكل والإكلة، فيكون مصدراً بمعنى التوجه والقصد، كما قال الشاعر:


أستغفر الله ذنباً لست مُحصيَهُ *** ربَّ العباد إليه الوجهُ والعملُ


ثم إنه يسمى به المفعول، وهو المقصود المتوجه إليه، كما في اسم الخلق، ودرهمٌ ضَرْبُ الأمير، ونظائره، ويسمى به الفاعل المتوجه، كوجه الحيوان، يقال: أردت هذا الوجه، أي هذه الجهة والناحية، ومنه قوله: {ولِلَّهِ المَشْرِقُ والْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115]، أي قبلة الله ووجهة الله، هكذا قال جمهور السلف [مجموع الفتاوى: 2/429].


ومن قراءة النص الأصلي لابن تيمية لا النص المحرَّف - نستنتج أنه لم يؤول كما زعم البوطي بل استدل بما ورد من أقوال السلف في هذه الكلمة، وبلغة العرب التي يهوِّل بها البوطي كثيراً حتى لتظنه الخليل بن أحمد أو ابن جني، وهو ليس بذاك.


8/9/1432 هـ
 

المصدر: مهند الخليل - موقع المسلم
  • 26
  • 14
  • 14,992
  • أبو أحمد السكندرى(عبدالله زايد

      منذ
    وانظر هذا الذى قاله الشيخ ابن تيمية وما خالف فيه منهج السلف فى باب الأسماء والصفات ولعل القارىء يطالع المقالة كاملة أقوال الأئمة الكبار فى المتشابه الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وآله ومن اتبعه وبعد الإخوةالأفاضل هذه أول مقالاتى فبرجاء القراءة بتدبر والشرع يلزم الجميع دون عصبية ومن لا علم له فليزم الله أعلم وأسأل الله أن يشرح صدورنا لرضاه دائما وأبدا ومع المقالة وهذاموقعى http://www.alradeljamel.jeeran.com/ ومع المقالة مقدمة أولاً: بالتحاكم الصريح للكتاب والسنة والنظر الصريح فى أصول الشريعة وهو أصل مفارقة أهل السنة لغيرهم فأهل السنة والجماعة لايرجعون إلى أقوال العلماء إلا عند عدم وضوح الدليل فى الكتاب والسنة فيلجأ عندئذ لأقوال الأكابر من علماء الأمة طلباً لبيان ما أستشكل علينا فهمه هم سادتنا الأكابر وهم قد علمونا ذلك جميعا فنقلوا إلينا الشريعة والنصوص ونقلوا أقوالهم لنا وأجمعوا جميعا بدون إستثاء على قول واحد معناه (إذا خالف قولى النص فاضربوا بقولى عرض الحائط) وعلى هذا أقول فى باب الاسماء والصفات قال مولانا عز وجل (ليس كمثله شىء) وهونص بعدم الوصف وأنه لامثيل له مطلقاً ولا شبيه ولا ند له ثم قال (وهو السميع البصير) فتح الطريق لوصفه بما يليق به من خلال الأسماء الحسنى والنص واضح الدلالة وهو السميع البصير تقول لك طريق الوصف الاسماء الحسنى ويجب أن تلزم هذا السبيل ولاتقل أن قوله نعالى (وهو السميع البصير) وهو سياق إثبات لصفتى السمع والبصر وحسب بل هو سياق إثبات لصفتى السمع والبصر من خلال الأسماء الحسنى ويحدد لك طريق وصف الله من خلال الأسماء الحسنى وحسب وليس هذا فهماً لا هذا نص صريح واضح لمن يريد التحاكم لله ورسوله ويرجع عما هو فيه بوضوح الدليل لابكلام من يتكلم ولم تقف النصوص عند هذا الحد بل جاءت الأوامر الصريحة فى الكتاب والسنة تؤيد النص وتدعمه وتوجبه على المؤمنين بل وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل جاء سبب آخر مؤيداً للبيان الصريح وهو سبب نزول سورة الإخلاص طلب المشركون من الرسول الكريم وصف ربه فأنزل الله (قل هو الله أحد. الله الصمد.لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد) وسماها رسول الله صفة الرحمن فبدا بذلك البيان وبسبب النزول الدلالة القطعية بأن المسلم والمؤمن لايجب أن يتعدى الأسماء الحسنى فى وصف مولاه وهى أوامرقطعية الدلالة صريحة الفرضية ... فرضيتها كفرضية الصلاة بل أشد فمن أنكر فرضية هذه الأوامر الصريحة كمن أنكر فرضية الصلاة ومعروف حكم من أنكر فرضية الصلاة ولذلك لايجب إنكار فرضية الوصف بالأسماء الحسنى على السواء وتوالت الأوامر(فسبح باسم ربك العظيم) وغيرها وذكرت الأدلة بعد ذلك فى القرآن والسنة المتشابه واثنت على الذين يرجعون أمر المتشابه إلى الله ( والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) وهذا لمن يريد النجاة وما قلت سابقاً هومذهب الجمهور من الأئمة الكبار وعليه العمل بل ونقل بالصحيح عن بعض الأكابر من العلماء كالإمام على بن أبى طالب والإمام الحبر ابن عباس رضى الله عنهما ومجاهد والإمام مالك والإمام الأوزاعى والإمام البخارى من السلف التأويل ولذلك لأن هؤلاء كما ترى من أسمائهم أشد علماً وفهماً من غيرهم ممن جاء بعدهم وكيف لا والنص ورد بالدعاء لترجمان القرآن (اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل) ومن قبل النقل عن العلماء وضحت فرضية الوصف بالأسماء الحسنى من الأدلة الصريحة فهل خالف العلماء الأكابر هذا النهج وهذا الطريق لايمكن بأى حال ولنرى النقول الواضحة والصريحة عن العلماء أيضاً لنراهم على الطريق الذى رسمه ربنا لنا ولم يخرجوا قيد شعرة عنه ولاقيد أنملة عن الأوامر وأغلب النقول التى سأنقلها سأنقلها من كتب المذهب الوهابى ردعاً لهم وإفاقة لصغارهم الذين دلس عليهم علماء الوهابية أقوال العلماء الأكابرفلم يفرقوا بين إقرار الإمام للدليل والتسليم له وإمراره كما جاء وبين قول الإمام الحديث على الظاهر ولبيان ذلك واضحاً تجد أن مقالة(اليد معلوم والكيف مجهول) لم ترد وكذلك(النزول معلوم والكيف مجهول لم ترد) وهذه أقوال مبتدعة لا أصل لها فى القرون الخيرية وحتى المقالة التى نقلوها عن الإمام مالك( الإستواء معلوم والكيف مجهول) حرفوها عن مراد الإمام قالوا الإمام يريد استوى بعد الخلق متابعة لبدعة ابن تيمية فى ذلك وهذه المقالة تشابه مقالة اليهود لعنهم الله خلق ثم استراح والصحيح أن مراد الإمام مالك منها استوى بمعنى علا وهذا تأويل الإمام مجاهد نقله الإمام البخارى فى كتاب التوحيد ومراد الإمام مالك استوى بمعنى علا وهو العلى من قبل العرش ومن بعد لاتجرى عليه المتغيرات ولا تحل به الحوادث وأكبر دليل على ذلك لما سئل الإمام عن حديث النزول قال ينزل أمره وأما هو فدائم لايزول وهذ النقل عن الإمام مالك مبثوث فى كل كتب المالكية وهو عند الإمام ابن عبد البر فى التمهيد الجزء السابع ص147 وما بعدها وغيره من مؤلفات ابن عبدالبر وفى كتب المالكية وغيرها ثانياً : ولنرى بعد هذه المقدمة أقوال الأئمة الكبار وأغلب النقول من كتب يعتمد عليها المذهب الوهابى لإقرار عقيدته فى الأسماء والصفات وهذه طريقتى دائما لإفحام المخالف وإسكاته وإشارة مهمة قبل نقل الكلام أى قول لأى إمام تجد فى قوله (ويكل علمها إلى الله) فهذا دلالة على الإيمان بالحديث والنص والسكوت لأنه وكل علمها إلى الله ومعناها إليه وليس الإيمان على الظاهر كما يدعى القوم ولنرى أقوال الائمة الكبار فى المتشابه كلام الإمام أبى حنيفة وأعلم الناس به أصحابه وفى مجموع الفتاوى4/4 نقل قال وثبت عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أنه قال اتفق الفقهاء كلهم من الشرق والغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفةالرب عز وجل من غير تفسير ولاوصف ولا تشبيه فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي وفارق الجماعة فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة انتهى ..... قول جهم إنكارالأحاديث مطلقاً تعليق: لم يصفوا ولم يفسروا ولكن آمنوا وسكتوا كلام الإمام مالك والأوزاعى بالتأويل مبثوث فى كل كتب المالكية وهو عند الإمام النووى فى شرح مسلم وابن دقيق العيد وابن حجر فى فتح البارى ودفع شبه من شبه وتمرد لأبى بكر الحصنى وغيرهم وهو مشهور فى المذهب المالكى وكذلك عند ابن عبدالبر قول الإمام الشافعى من معارجالقبول من خلال عبارتين نقلهما حافظ حكمى عن الإمام الشافعي قال في الأولى ص328هذا كلام الإمام الشافعي في المتشابه قال (رحمه الله) (آمنا بالله بماجاء عن الله على مراد الله وآمنا برسول وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله) وهذا تفويض في المتشابه ورده إلى مراد الله ومراد رسوله وهذا النقل مبثوث فى كل الكتب عن الإمام الشافعى وأما الصفات فقد قال ص329 عن الشافعي لله أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه أمته لا يسع أحداً من خلق الله قامت الحجة عليها ردها لأن القران نزل بها وصح عن الرسول القول بها فيما روى عنه العدول فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر أما قبل ثبوت الحجة فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل و بالرؤية والفكر ولا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه وتثبت هذه الصفات وينفى عنها التشبيه كما نفى التشبيه عن نفسه فقال سبحانه(ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) القولين عن الشافعي أرأيت الفرق بين القول في المتشابه ورد مراده إلى الله وإثباته الأسماء والصفات التى فيها رداً على الجـــهمية المعطلة لصفات الأسماء الحسنى نقل قول الإمام أحمد من معارج القبول ص329/ذكر عن الإمام أحمد وقال الإمام (رحمه الله) ليس كمثله شئ في ذاته كما وصف نفسه قد أجمل الله الصفة فحد لنفسه الصفة ليس يشبهه شئ . صفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه قال فهو سميع بصير بلا حد ولاتقدير ولا يبلغ الواصفون صفته ولا نتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه بما وصف به نفسه ولانتعدى ذلك ولا يبلغ صفته الواصفون نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولانزيل عنه صفة من صفاته بشناعة شنعت وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضعه كنفه عليه فهذا يدل على أن الله سبحانه يُرى في الآخرة والتحديد في هذا بدعة والتسليم فيه بغير صفة ولاحد إلا ما وصف به نفسه : سميع بصير لم يزل متكلما عالماغفورا عالم الغيب والشهادة علام الغيوب فهذه صفات وصف بها نفسه لا تدفع ولاترد وهوعلى العرش بلا حد كما قال تعالى (ثم استوى على العرش) كيف شاء المشيئة إليه الاستطاعة إليه ليس كمثله شئ وهو خالق كل شئ وهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير تعالي الله عما يقول الجـــهمية والمشبهة ... انتهى تعليق: أثبت الإمام رحمه الله المحكم والمتشابه ومن خلال المتشابه أثبت الرؤية فقال: وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضع كنفه عليه فهذا يدل على أن الله يُرى في الآخرة(اثبت الرؤية فقط) والتحديد فى هذا بدعة والتسليم بغير صفة ولاحد) سكت عن المتشابه)إلا ماوصف به نفسه (سميع بصير متكلم عالم غفور وهو خالق كل شئ) وصف بالأسماء رد كلام الجــهمية وسكت عن المتشابه(التسليم بغير صفة ولاحد) ورد كلام المشبهة الذين قالوا بالمتشابه(تعالى الله عما يقول الجــهمية والمشبهة) وهكذا أهل السنة وسط بين الجــهمية والمشبهة ..... بل إن الإمام سكت أيضاً عن الكلام على(ثم استوى على العرش) ورد الأمر فيها لمشيئة الله ولم يتكلم فيها برأي(قال: كيف شاء المشيئة إليه)رد الأمرإلى المشيئة ولم يتكلم وهذا دأب كثير من الأئمة فى الآية وهذا أيضا المشهور عن الفضيل بن عياض فى المتشابه : آمنت برب يفعل ما يشاء وهو نص منه صريح فى رد الأمر للمشيئة والسكوت الإمام أحمد فى كتابه أصول السنة لم يتكلم عن سوى صفة الرؤية والكلام كعادة علماء القرون الخيرية وقال فى حديث الرؤية الحديث عندنا على ظاهره فقط لاغير وأما كلامه فى المتشابه لا كيف ولامعنى مبثوثة فى كل كتب المذهب وأهل المذهب الوهابى يقولون عن هذا النقل أنه ينفى المعنى الذى تقصده الجهمية وهذا من تلبيسهم على الناس الجهمية كانت تنكر النصوص حتى قال الجهم فى (ثم استوى على العرش) وددت لو حككتها من المصحف وهذا أمر معروف عند الجهمية إنكار النصوص فدلس علماء الوهابية وكذبوا على الإمام أحمد والنقل السابق من عند حافظ حكمى يؤيد هذا نقل كلام الإمام المزنى من معارج القبول وص151 /وقال المزني في عقيدته : الحمد لله أحق ما بدى .أولى من شكر وعليه أثنى الواحد الصمد ليس له صاحبة ولا ولد جل عن المثيل فلا شبيه ولاعديل السميع البصير العليم الخبيرالمنيع الرفيع عال على عرشه فهو دان من خلقه بعلمه والقرآن كلام الله ومن الله ليس بمخلوق فيبيد وقدرة الله ونعته وصفاته غير مخلوقات دائمات أزليات ليس محدثات فتبيد ولاكان ربنا ناقصاً فيزيد جلت صفاته عن شبه المخلوقين عال على عرشه بائن من خلقه وذكر ذلك المعتقد وقال لا يصح لأحد توحيد حتى يعلم أن الله على عرشه بصفاته قلت مثل أي شيء ؟ قال سميع بصير عليم قدير .. رواه ابن منده.. انتهى . تعليق ........................ هل خرج المزني (رحمه الله )عن دلالات الأسماء الحسنى قيد أنملة؟ نقل قول الإمام سفيان بنعيينة والأئمة الكبار فى السكوت من عند ابن تيمية فى مجموع الفتاوى قالالإمام جزء 16صــــــــــــــــ401 قال قال روى عن سفيان الثوري و الأوزاعى و الليث بن سعد و سفيان بن عيينة و عبدالله بن المبارك و غيرهم من علماء السنة فى هذه الآيات التى جاءت فى الصفات المتشابهة أمروها كما جاءت بلا كيف تعليق: قالوا بلا كيف لم يقولوا الكيف مجهول فلم يثبتوا كيفاً لها بل نفى حتى الكيف دلالة على نفى الظاهر..انتهى و قال فى قوله هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام الأولى فى هذه الآية و فيما شاكلها أن يؤمن الإنسان بظاهرها و يكل علمها إلى الله ويعتقد أن الله منزه عن سمات الحدث (عدم التعرض مع نفى الظاهر "منزه عن صفات الحدث")على ذلك مضت أئمة السلف و علماء السنة تعليق: أى يتركها كما جاءت ويكل علمها إلى الله قال الكلبي هذا من المكتوم الذي لايفسر قلت و قد حكى عنه أنه قال في تفسير قوله ثم استوى إستقر ففسر ذاك وجعل هذا من المكتوم الذي لا يفسر لأن ذاك فيه و صفه بأنه فوق العرش و هذا فيه إتيانه فى ظلل من الغمام قال البغوي و كان مكحول و الزهري والأوزاعى و مالك و عبدالله بن المبارك و سفيان الثوري و الليث بن سعد و أحمد وإسحاق يقولون فيه و فى أمثاله أمروها كما جاءت بلا كيف قال سفيان بن عيينة كلما و صف الله به نفسه فى كتابه فتفسيره قراءته و السكوت عنه ليس لأحد أن يفسرهإلا الله و رسوله تعليق:1/ يكل علمها إلى الله 2/ قال الكلبي هذامن المكتوم الذي لا يفسر 3/ قال سفيان بن عيينة كلما و صف الله به نفسه فى كتابه فتفسيره قراءته و السكوت عنه ليس لأحد أن يفسره إلا الله و رسوله............القراءة والسكوت هؤلاء أكابر القوم ويل لمن خالف طريقهم والسؤال الذى يطرح هنا لما سكت الأكابر من الجمهور عن المتشابه؟ أقول أولاً: لأن ظاهر المتشابه سيعارض بإثباته على الظاهر دلالات النصوص الأخرى من الشريعة فتركوا الإثبات على الظاهر ونفوه بل ووجدوا أيضاً أن إثبات المتشابه على الظاهر يفضى إلى التجسيم لا محالة ولامهرب وذلك لأن المتشابه بأكمله صفات تفصيلية دقيقة لأعضاء رجل ومع حديث الصورة على الظاهر تجسيم لا محالة ولامهرب من ذلك فسكتوا لأن المجسمة كفار ولذلك قال الشيخ ابو جعفر الطحاوى فى العقيدة الطحاوية نافياً ظاهر المتشابه(تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات) ثانياً: ولأن التأويل هو الكلام على النصوص الشرعية يحتاج لجزم ويقين بأن مراد الله من النصوص هو ماقالوا وما ذهبوا إليه فخشوا أن يكون مراد الله من التأويل غير ما ذهبوا إليه من تأويل فيصير من باب القول على الله بغيرعلم وهذا من أعظم الذنوب (وأن تقولوا على الله ما لاتعلمون....الآية) فخشوا من هذا المنزلق الخطير فقالوا أمروها كما جاءت بلا كيف والكل على العمل بالأوامر بالتسبيح بالأسماء الحسنى كما أمر الله وحده لاشريك له فالله هو الحكم وحده وإليه يرجع الأمر كله وخاسب وخسر من خرج عن أوامر الله كبير المتعال بل وإثبات المتشابه على الظاهر معطل لدلالات الأسماء الحسنى الأول والآخر والظاهر والباطن ولكن الوهابية لايعرفون دلالات الأسماء الأربعة ولم يسمعوا بها من قبل فعارضوها وصدق من قال من جهل شيئاً عاداه ونعوذ بالله من الخروج عن أوامر الله والإنسلاخ عنها.......آمين بل ويزداد سوء هؤلاء وضلالهم حين ينقلون لك أن من قال فى المتشابه( اليد. النزول . القدم .الصورة) على مراد الله فهو شر الخلق والخليقة ويرددون هذه المقالة عن ابن تيمية وكأنها نص نبوى هل فكرتم فيها ياسادة ؟!!! هل من قال الله أعلم فهو شر الخلق والخليقة؟!!!! أفقيوا ياسادة إن كنتم تريدون النجاة واعلموا أن قائل هذه المقالة الإمام الشافعى والإمام أحمد وغيرهم من جمهور السلف وهذا من كتبكم ولكن لابد أن تصدق النصوص الواردة (لن تقوم الساعة حتى يسب آخر هذه الأمة أولها) .......غفرانك ربنا وإليك المصير والله من وراء القصد وصلى الله على خليل رب العالمين وسيد المرسلين وآله والتابعين والحمدلله رب العالمين
  • أبو أحمد السكندرى(عبدالله زايد

      منذ
    وانظر هذا الذى قاله الشيخ ابن تيمية وما خالف فيه منهج السلف فى باب الأسماء والصفات ولعل القارىء يطالع المقالة كاملة أقوال الأئمة الكبار فى المتشابه الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وآله ومن اتبعه وبعد الإخوةالأفاضل هذه أول مقالاتى فبرجاء القراءة بتدبر والشرع يلزم الجميع دون عصبية ومن لا علم له فليزم الله أعلم وأسأل الله أن يشرح صدورنا لرضاه دائما وأبدا ومع المقالة وهذاموقعى http://www.alradeljamel.jeeran.com/ ومع المقالة مقدمة أولاً: بالتحاكم الصريح للكتاب والسنة والنظر الصريح فى أصول الشريعة وهو أصل مفارقة أهل السنة لغيرهم فأهل السنة والجماعة لايرجعون إلى أقوال العلماء إلا عند عدم وضوح الدليل فى الكتاب والسنة فيلجأ عندئذ لأقوال الأكابر من علماء الأمة طلباً لبيان ما أستشكل علينا فهمه هم سادتنا الأكابر وهم قد علمونا ذلك جميعا فنقلوا إلينا الشريعة والنصوص ونقلوا أقوالهم لنا وأجمعوا جميعا بدون إستثاء على قول واحد معناه (إذا خالف قولى النص فاضربوا بقولى عرض الحائط) وعلى هذا أقول فى باب الاسماء والصفات قال مولانا عز وجل (ليس كمثله شىء) وهونص بعدم الوصف وأنه لامثيل له مطلقاً ولا شبيه ولا ند له ثم قال (وهو السميع البصير) فتح الطريق لوصفه بما يليق به من خلال الأسماء الحسنى والنص واضح الدلالة وهو السميع البصير تقول لك طريق الوصف الاسماء الحسنى ويجب أن تلزم هذا السبيل ولاتقل أن قوله نعالى (وهو السميع البصير) وهو سياق إثبات لصفتى السمع والبصر وحسب بل هو سياق إثبات لصفتى السمع والبصر من خلال الأسماء الحسنى ويحدد لك طريق وصف الله من خلال الأسماء الحسنى وحسب وليس هذا فهماً لا هذا نص صريح واضح لمن يريد التحاكم لله ورسوله ويرجع عما هو فيه بوضوح الدليل لابكلام من يتكلم ولم تقف النصوص عند هذا الحد بل جاءت الأوامر الصريحة فى الكتاب والسنة تؤيد النص وتدعمه وتوجبه على المؤمنين بل وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل جاء سبب آخر مؤيداً للبيان الصريح وهو سبب نزول سورة الإخلاص طلب المشركون من الرسول الكريم وصف ربه فأنزل الله (قل هو الله أحد. الله الصمد.لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد) وسماها رسول الله صفة الرحمن فبدا بذلك البيان وبسبب النزول الدلالة القطعية بأن المسلم والمؤمن لايجب أن يتعدى الأسماء الحسنى فى وصف مولاه وهى أوامرقطعية الدلالة صريحة الفرضية ... فرضيتها كفرضية الصلاة بل أشد فمن أنكر فرضية هذه الأوامر الصريحة كمن أنكر فرضية الصلاة ومعروف حكم من أنكر فرضية الصلاة ولذلك لايجب إنكار فرضية الوصف بالأسماء الحسنى على السواء وتوالت الأوامر(فسبح باسم ربك العظيم) وغيرها وذكرت الأدلة بعد ذلك فى القرآن والسنة المتشابه واثنت على الذين يرجعون أمر المتشابه إلى الله ( والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) وهذا لمن يريد النجاة وما قلت سابقاً هومذهب الجمهور من الأئمة الكبار وعليه العمل بل ونقل بالصحيح عن بعض الأكابر من العلماء كالإمام على بن أبى طالب والإمام الحبر ابن عباس رضى الله عنهما ومجاهد والإمام مالك والإمام الأوزاعى والإمام البخارى من السلف التأويل ولذلك لأن هؤلاء كما ترى من أسمائهم أشد علماً وفهماً من غيرهم ممن جاء بعدهم وكيف لا والنص ورد بالدعاء لترجمان القرآن (اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل) ومن قبل النقل عن العلماء وضحت فرضية الوصف بالأسماء الحسنى من الأدلة الصريحة فهل خالف العلماء الأكابر هذا النهج وهذا الطريق لايمكن بأى حال ولنرى النقول الواضحة والصريحة عن العلماء أيضاً لنراهم على الطريق الذى رسمه ربنا لنا ولم يخرجوا قيد شعرة عنه ولاقيد أنملة عن الأوامر وأغلب النقول التى سأنقلها سأنقلها من كتب المذهب الوهابى ردعاً لهم وإفاقة لصغارهم الذين دلس عليهم علماء الوهابية أقوال العلماء الأكابرفلم يفرقوا بين إقرار الإمام للدليل والتسليم له وإمراره كما جاء وبين قول الإمام الحديث على الظاهر ولبيان ذلك واضحاً تجد أن مقالة(اليد معلوم والكيف مجهول) لم ترد وكذلك(النزول معلوم والكيف مجهول لم ترد) وهذه أقوال مبتدعة لا أصل لها فى القرون الخيرية وحتى المقالة التى نقلوها عن الإمام مالك( الإستواء معلوم والكيف مجهول) حرفوها عن مراد الإمام قالوا الإمام يريد استوى بعد الخلق متابعة لبدعة ابن تيمية فى ذلك وهذه المقالة تشابه مقالة اليهود لعنهم الله خلق ثم استراح والصحيح أن مراد الإمام مالك منها استوى بمعنى علا وهذا تأويل الإمام مجاهد نقله الإمام البخارى فى كتاب التوحيد ومراد الإمام مالك استوى بمعنى علا وهو العلى من قبل العرش ومن بعد لاتجرى عليه المتغيرات ولا تحل به الحوادث وأكبر دليل على ذلك لما سئل الإمام عن حديث النزول قال ينزل أمره وأما هو فدائم لايزول وهذ النقل عن الإمام مالك مبثوث فى كل كتب المالكية وهو عند الإمام ابن عبد البر فى التمهيد الجزء السابع ص147 وما بعدها وغيره من مؤلفات ابن عبدالبر وفى كتب المالكية وغيرها ثانياً : ولنرى بعد هذه المقدمة أقوال الأئمة الكبار وأغلب النقول من كتب يعتمد عليها المذهب الوهابى لإقرار عقيدته فى الأسماء والصفات وهذه طريقتى دائما لإفحام المخالف وإسكاته وإشارة مهمة قبل نقل الكلام أى قول لأى إمام تجد فى قوله (ويكل علمها إلى الله) فهذا دلالة على الإيمان بالحديث والنص والسكوت لأنه وكل علمها إلى الله ومعناها إليه وليس الإيمان على الظاهر كما يدعى القوم ولنرى أقوال الائمة الكبار فى المتشابه كلام الإمام أبى حنيفة وأعلم الناس به أصحابه وفى مجموع الفتاوى4/4 نقل قال وثبت عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أنه قال اتفق الفقهاء كلهم من الشرق والغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفةالرب عز وجل من غير تفسير ولاوصف ولا تشبيه فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي وفارق الجماعة فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة انتهى ..... قول جهم إنكارالأحاديث مطلقاً تعليق: لم يصفوا ولم يفسروا ولكن آمنوا وسكتوا كلام الإمام مالك والأوزاعى بالتأويل مبثوث فى كل كتب المالكية وهو عند الإمام النووى فى شرح مسلم وابن دقيق العيد وابن حجر فى فتح البارى ودفع شبه من شبه وتمرد لأبى بكر الحصنى وغيرهم وهو مشهور فى المذهب المالكى وكذلك عند ابن عبدالبر قول الإمام الشافعى من معارجالقبول من خلال عبارتين نقلهما حافظ حكمى عن الإمام الشافعي قال في الأولى ص328هذا كلام الإمام الشافعي في المتشابه قال (رحمه الله) (آمنا بالله بماجاء عن الله على مراد الله وآمنا برسول وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله) وهذا تفويض في المتشابه ورده إلى مراد الله ومراد رسوله وهذا النقل مبثوث فى كل الكتب عن الإمام الشافعى وأما الصفات فقد قال ص329 عن الشافعي لله أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه أمته لا يسع أحداً من خلق الله قامت الحجة عليها ردها لأن القران نزل بها وصح عن الرسول القول بها فيما روى عنه العدول فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر أما قبل ثبوت الحجة فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل و بالرؤية والفكر ولا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه وتثبت هذه الصفات وينفى عنها التشبيه كما نفى التشبيه عن نفسه فقال سبحانه(ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) القولين عن الشافعي أرأيت الفرق بين القول في المتشابه ورد مراده إلى الله وإثباته الأسماء والصفات التى فيها رداً على الجـــهمية المعطلة لصفات الأسماء الحسنى نقل قول الإمام أحمد من معارج القبول ص329/ذكر عن الإمام أحمد وقال الإمام (رحمه الله) ليس كمثله شئ في ذاته كما وصف نفسه قد أجمل الله الصفة فحد لنفسه الصفة ليس يشبهه شئ . صفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه قال فهو سميع بصير بلا حد ولاتقدير ولا يبلغ الواصفون صفته ولا نتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه بما وصف به نفسه ولانتعدى ذلك ولا يبلغ صفته الواصفون نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولانزيل عنه صفة من صفاته بشناعة شنعت وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضعه كنفه عليه فهذا يدل على أن الله سبحانه يُرى في الآخرة والتحديد في هذا بدعة والتسليم فيه بغير صفة ولاحد إلا ما وصف به نفسه : سميع بصير لم يزل متكلما عالماغفورا عالم الغيب والشهادة علام الغيوب فهذه صفات وصف بها نفسه لا تدفع ولاترد وهوعلى العرش بلا حد كما قال تعالى (ثم استوى على العرش) كيف شاء المشيئة إليه الاستطاعة إليه ليس كمثله شئ وهو خالق كل شئ وهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير تعالي الله عما يقول الجـــهمية والمشبهة ... انتهى تعليق: أثبت الإمام رحمه الله المحكم والمتشابه ومن خلال المتشابه أثبت الرؤية فقال: وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضع كنفه عليه فهذا يدل على أن الله يُرى في الآخرة(اثبت الرؤية فقط) والتحديد فى هذا بدعة والتسليم بغير صفة ولاحد) سكت عن المتشابه)إلا ماوصف به نفسه (سميع بصير متكلم عالم غفور وهو خالق كل شئ) وصف بالأسماء رد كلام الجــهمية وسكت عن المتشابه(التسليم بغير صفة ولاحد) ورد كلام المشبهة الذين قالوا بالمتشابه(تعالى الله عما يقول الجــهمية والمشبهة) وهكذا أهل السنة وسط بين الجــهمية والمشبهة ..... بل إن الإمام سكت أيضاً عن الكلام على(ثم استوى على العرش) ورد الأمر فيها لمشيئة الله ولم يتكلم فيها برأي(قال: كيف شاء المشيئة إليه)رد الأمرإلى المشيئة ولم يتكلم وهذا دأب كثير من الأئمة فى الآية وهذا أيضا المشهور عن الفضيل بن عياض فى المتشابه : آمنت برب يفعل ما يشاء وهو نص منه صريح فى رد الأمر للمشيئة والسكوت الإمام أحمد فى كتابه أصول السنة لم يتكلم عن سوى صفة الرؤية والكلام كعادة علماء القرون الخيرية وقال فى حديث الرؤية الحديث عندنا على ظاهره فقط لاغير وأما كلامه فى المتشابه لا كيف ولامعنى مبثوثة فى كل كتب المذهب وأهل المذهب الوهابى يقولون عن هذا النقل أنه ينفى المعنى الذى تقصده الجهمية وهذا من تلبيسهم على الناس الجهمية كانت تنكر النصوص حتى قال الجهم فى (ثم استوى على العرش) وددت لو حككتها من المصحف وهذا أمر معروف عند الجهمية إنكار النصوص فدلس علماء الوهابية وكذبوا على الإمام أحمد والنقل السابق من عند حافظ حكمى يؤيد هذا نقل كلام الإمام المزنى من معارج القبول وص151 /وقال المزني في عقيدته : الحمد لله أحق ما بدى .أولى من شكر وعليه أثنى الواحد الصمد ليس له صاحبة ولا ولد جل عن المثيل فلا شبيه ولاعديل السميع البصير العليم الخبيرالمنيع الرفيع عال على عرشه فهو دان من خلقه بعلمه والقرآن كلام الله ومن الله ليس بمخلوق فيبيد وقدرة الله ونعته وصفاته غير مخلوقات دائمات أزليات ليس محدثات فتبيد ولاكان ربنا ناقصاً فيزيد جلت صفاته عن شبه المخلوقين عال على عرشه بائن من خلقه وذكر ذلك المعتقد وقال لا يصح لأحد توحيد حتى يعلم أن الله على عرشه بصفاته قلت مثل أي شيء ؟ قال سميع بصير عليم قدير .. رواه ابن منده.. انتهى . تعليق ........................ هل خرج المزني (رحمه الله )عن دلالات الأسماء الحسنى قيد أنملة؟ نقل قول الإمام سفيان بنعيينة والأئمة الكبار فى السكوت من عند ابن تيمية فى مجموع الفتاوى قالالإمام جزء 16صــــــــــــــــ401 قال قال روى عن سفيان الثوري و الأوزاعى و الليث بن سعد و سفيان بن عيينة و عبدالله بن المبارك و غيرهم من علماء السنة فى هذه الآيات التى جاءت فى الصفات المتشابهة أمروها كما جاءت بلا كيف تعليق: قالوا بلا كيف لم يقولوا الكيف مجهول فلم يثبتوا كيفاً لها بل نفى حتى الكيف دلالة على نفى الظاهر..انتهى و قال فى قوله هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام الأولى فى هذه الآية و فيما شاكلها أن يؤمن الإنسان بظاهرها و يكل علمها إلى الله ويعتقد أن الله منزه عن سمات الحدث (عدم التعرض مع نفى الظاهر "منزه عن صفات الحدث")على ذلك مضت أئمة السلف و علماء السنة تعليق: أى يتركها كما جاءت ويكل علمها إلى الله قال الكلبي هذا من المكتوم الذي لايفسر قلت و قد حكى عنه أنه قال في تفسير قوله ثم استوى إستقر ففسر ذاك وجعل هذا من المكتوم الذي لا يفسر لأن ذاك فيه و صفه بأنه فوق العرش و هذا فيه إتيانه فى ظلل من الغمام قال البغوي و كان مكحول و الزهري والأوزاعى و مالك و عبدالله بن المبارك و سفيان الثوري و الليث بن سعد و أحمد وإسحاق يقولون فيه و فى أمثاله أمروها كما جاءت بلا كيف قال سفيان بن عيينة كلما و صف الله به نفسه فى كتابه فتفسيره قراءته و السكوت عنه ليس لأحد أن يفسرهإلا الله و رسوله تعليق:1/ يكل علمها إلى الله 2/ قال الكلبي هذامن المكتوم الذي لا يفسر 3/ قال سفيان بن عيينة كلما و صف الله به نفسه فى كتابه فتفسيره قراءته و السكوت عنه ليس لأحد أن يفسره إلا الله و رسوله............القراءة والسكوت هؤلاء أكابر القوم ويل لمن خالف طريقهم والسؤال الذى يطرح هنا لما سكت الأكابر من الجمهور عن المتشابه؟ أقول أولاً: لأن ظاهر المتشابه سيعارض بإثباته على الظاهر دلالات النصوص الأخرى من الشريعة فتركوا الإثبات على الظاهر ونفوه بل ووجدوا أيضاً أن إثبات المتشابه على الظاهر يفضى إلى التجسيم لا محالة ولامهرب وذلك لأن المتشابه بأكمله صفات تفصيلية دقيقة لأعضاء رجل ومع حديث الصورة على الظاهر تجسيم لا محالة ولامهرب من ذلك فسكتوا لأن المجسمة كفار ولذلك قال الشيخ ابو جعفر الطحاوى فى العقيدة الطحاوية نافياً ظاهر المتشابه(تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات) ثانياً: ولأن التأويل هو الكلام على النصوص الشرعية يحتاج لجزم ويقين بأن مراد الله من النصوص هو ماقالوا وما ذهبوا إليه فخشوا أن يكون مراد الله من التأويل غير ما ذهبوا إليه من تأويل فيصير من باب القول على الله بغيرعلم وهذا من أعظم الذنوب (وأن تقولوا على الله ما لاتعلمون....الآية) فخشوا من هذا المنزلق الخطير فقالوا أمروها كما جاءت بلا كيف والكل على العمل بالأوامر بالتسبيح بالأسماء الحسنى كما أمر الله وحده لاشريك له فالله هو الحكم وحده وإليه يرجع الأمر كله وخاسب وخسر من خرج عن أوامر الله كبير المتعال بل وإثبات المتشابه على الظاهر معطل لدلالات الأسماء الحسنى الأول والآخر والظاهر والباطن ولكن الوهابية لايعرفون دلالات الأسماء الأربعة ولم يسمعوا بها من قبل فعارضوها وصدق من قال من جهل شيئاً عاداه ونعوذ بالله من الخروج عن أوامر الله والإنسلاخ عنها.......آمين بل ويزداد سوء هؤلاء وضلالهم حين ينقلون لك أن من قال فى المتشابه( اليد. النزول . القدم .الصورة) على مراد الله فهو شر الخلق والخليقة ويرددون هذه المقالة عن ابن تيمية وكأنها نص نبوى هل فكرتم فيها ياسادة ؟!!! هل من قال الله أعلم فهو شر الخلق والخليقة؟!!!! أفقيوا ياسادة إن كنتم تريدون النجاة واعلموا أن قائل هذه المقالة الإمام الشافعى والإمام أحمد وغيرهم من جمهور السلف وهذا من كتبكم ولكن لابد أن تصدق النصوص الواردة (لن تقوم الساعة حتى يسب آخر هذه الأمة أولها) .......غفرانك ربنا وإليك المصير والله من وراء القصد وصلى الله على خليل رب العالمين وسيد المرسلين وآله والتابعين والحمدلله رب العالمين
  • سفيان الثوري السلفي

      منذ
    ادعوا الله العلي القدير ان يمن عليه من هدايته و يرده اليه ردا جميلا..فاالخير كل الخير فاتباع من سلف و الشر كل الشر في ابتداع من الخلف.
  • سفيان الثوري السلفي

      منذ
    ادعوا الله العلي القدير ان يمن عليه من هدايته و يرده اليه ردا جميلا..فاالخير كل الخير فاتباع من سلف و الشر كل الشر في ابتداع من الخلف.
  • جمال المغربي

      منذ
    أرسلت لكم بالتعليق على الموضوع أعلاه فلماذا لم ينشر وماكتبته إلا بعد قرائتي للعبارة التالية والتي ظننتني فهمت منها حيادة الموقع ولكن بكل أسف حتى أنتم .. إذاكان بيت الله بيقطر فأين الكنان وسلملي على هذة العبارة .. هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
  • جمال المغربي

      منذ
    دعونا من خلافاتكم المذهبية والتي جاءت فتن عام 2011 م والتي تمت طباختها خارجاً من قبل أعداء الأمة وأدخلت بالتنفيذ من قبل شباب مفرغ فكرياً ودينياً صحيح أستغل من قبل من وصفهم حديث رسول صلى الله عليه وسلم بالدعاة ولكن أين وإلى أين إلى جهنم وبئس المصير فمن أجابهم قذفوة فيها ومن لم بجبهم نجا .. فأصبحت هذة الفتن وفتنة الثورات فرصة للبعض ومنهم صاحب المقال المنحاز لطرف معين للتجريح وإسقاطات أهواء نفسه ومشايخة المذهبية الضيقة ... فماذا تعني انحراف في العقيدة وخلل في المنهج!! هل لأنه قال كلمة الحق في مسألة الثورات وبحسب وجهة نظره ومعتقده والتي يجب إحترامها والتدقيق بالتمعن فيها وإحتمالية صوابها وأن الطرف الآخر على خطأ . وأما المسائل المطروحة في المقال فهذا ليس مكانها مقالاً ولا عنواناً .. أو أن المسألة مسألة فرصة يجب إستغلالها والسلام . فالرجل مشهود له بالصلاح والعلم ورجل عظيم والعظمة لله قل نظراءه في زماننا ... فكفانا إستهداف الرموز ولاة ومصابيح الهدي في زمن العتمة وظلمات الفتن وليعلم الجميع بأن الرقيب جل وعلا سائلنا في القل والكثير وكل حرفاً وكلمة ... وهذة لصاحب المقال ..والسلام .. وبلهجة إخواننا المصراوية أعانهم الله على ماهم فيه ( سلملي بقه على سلمية فتن الشباب الشعبية )وماذا تعني بالسلمية وأي سلمية فيما يحصل من عنف وقتل فلتجتنب الألسن والأقلام فيها .. عظيمة ً تلك الدماء التي تسفك عند الله فعلينا قول الخير لأبناء الأمة أوالصمت أولى وأنجى ... والسلام ..

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً