(1) كيفية تولي عمر بن الخطاب الخلافة
مضت سنتا خلافة الصديق عامرتين بالجد والعمل، والجھاد في سبيل الله ولم يشأ الرجل أن يترك الامة دون خليفة من بعده؛ لقد كان يحمل ھم الامة التي تقف جيوشھا تخوض أعتى المعارك بفارس والروم،
- التصنيفات: قصص الصحابة - سير الصحابة -
مضت سنتا خلافة الصديق عامرتين بالجد والعمل، والجھاد في سبيل الله ولم يشأ الرجل أن يترك الامة دون خليفة من بعده؛ لقد كان يحمل ھم الامة التي تقف جيوشھا تخوض أعتى المعارك بفارس والروم،
فرأى أن يبرئ ساحته بين يدي خالقه، وأن يختار للامة بعد أن يستشير كبراءھا، وذوي الرأي والحكمة منھم، وأن يطرح أمامھم اسم عمر ابن الخطاب، مرشحا للخلافة من بعده؛ كي لا يفترق المسلمون؛ لانه أولى الناس بالخلافة من بين صحابة رسول الله الموجودين، وأمر بكتابة عھد بذلك، كتبه له عثمان بن عفان.
وكان تخوف الناس من عمر ينحصر في غلظته وشدته، فكان الصديق يبين للمتوجسين سر موقف عمر أنه يرى الصديق رقيقا، ويتوقع أنه لو أفضى إليه الامر، لترك كثيرا مما ھو عليه، وكان لعثمان رأي في عمر مفاده أن علمه به أن سريرته خير من علانيته، وليس في الصحابة مثله.
ورد الصديق بحزم وقوة على طلحة بن عبيد الله عندما قال للصديق: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بھم؟! وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك، فقال: أجلسوني، ثم قال لطلحة: أبا تفرقني (تخوفني)!؟ إذا لقيت الله ربي، فساءلني، قلت: ُ استخلفت على أھلك خير أھلك.
وھكذا ضرب الصديق المثل في التقوى والورع وھو في نھاية حياته، حيث اجتھد رأيه، واستشار، ولم يُول ذا قرابة، ورأى عمر خير من يحكم المسلمين من بعده.