وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا
أبو الهيثم محمد درويش
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا (9) } [الجن]
- التصنيفات: التفسير -
{وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا } :
تعجب الجن من تلك الإجراءات الحاسمة التي طرأت على السماء بعدما كان باستطاعة الجن استراق السمع إلى الملائكة وصرير أقلامهم والعلم ببعض مقادير الخلق , هاهي أبواب السماء توصد وهاهم لا يستطيعون استماعاً بسبب نبأ جديد وطاريء شديد.
وما كان هذا إلا حفظاً من الله لرسالته الخاتمة ولكتابه العزيز .
فكانت الحراسة الشديدة للسماء بالحراس والشهب التي يقذف بها كل من تسول له نفسه استراق السمع.
قال تعالى:
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا (9) } [الجن]
قال السعدي في تفسيره:
{ {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ} } أي: أتيناها واختبرناها، { {فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا } } عن الوصول إلى أرجائها [والدنو منها]، { {وَشُهُبًا} } يرمى بها من استرق السمع، وهذا بخلاف عادتنا الأولى، فإنا كنا نتمكن من الوصول إلى خبر السماء.
{ {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْع} } فنتلقف من أخبار السماء ما شاء الله. { {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} } أي: مرصدا له، معدا لإتلافه وإحراقه، أي: وهذا له شأن عظيم، ونبأ جسيم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن