التغريب مؤامرة على شريعة الرحمن
عبد الفتاح آدم المقدشي
ومن المعلوم تعبيد القلوب وطاعتها لغير ربها أشد وأبلغ من تعبيد الأبدان
فقد يتعذب الجسم وقلب صاحبه يكون مطمئنا بالإيمان مخلصا لربه
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
بسم الله والحمد لله
اعلم أن هذه الآونة الآخيرة أصبحت المؤامرات على القضاء على شرعنا المطهر قد باتت واضحة وصوح الشمس في رابعة النهار.
وقد اشتدت هذه المؤامرات على المسلمين حينما قطع الغرب واليهود الحلقة التي كانت على جيد المسلمين فتناثر - للأسف - جسمهم
المتماشك أشلاء ممزقة أعني بذلك افخلافة ثم تقاسموا هذه الأشلاء فسموها تركة الرجل المريض
ثم لما تمكنوا في بلاد المسلمين وأجلبوا عليهم بخيلهم ورجلهم أحكموا قبضتهم فطفقوا مغيرين جميع مناحي الحياة فغيروا مناهج المدارس وقتحوا الاإذاعات التي تذيع المنكرات وما يهوونه من مصالحهم بل وإفساد عقاذد المسلمين وتغيير دينهم من رأس على عقب.
ثم لما خرجوا من ديارهم تركوا نوابا لهم وعملاء يطبقون على المسلمين قوانينهم من حثالة أفكارهم فقالوا نحن أحرار ¡ ويا للعجب أي حرية في هذا
؟! فما بالهم والاحتفال بالحرية الزائفة هذه ؟!
ومن المعلوم تعبيد القلوب وطاعتها لغير ربها أشد وأبلغ من تعبيد الأبدان
فقد يتعذب الجسم وقلب صاحبه يكون مطمئنا بالإيمان مخلصا لربه
ولكن الذين نحوا شريعة الرحمن من الواقع العملي لم يرد الله أصلا أن يطهر قلوبهم بل وأراد الله فتنتهم ولذلك فلن تجد لهم سبيلا لهدايتهم قال تعالى ( {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم } ) الآيات.
وهؤلاء اليهود هم الذين كانوا يحرفون الكلم عن مواضعه فحرف الله قلوبهم عن الحق كما هم الذين يكتمون الحق ويلبسون بين الحق والباطل ويتبعون أهواءهم ويشترون بآيات الله ثمتا قليلا فاقصاهم الله عن رحمته ولعنهم لعنا كبيرا.
فآية المائدة هذه نزلت في قوم من اليهود أرادو أن يغيروا شرع الله الذي نزل في كتابهم وهو رجم الزناة فغيروه بتسويد وجوههم وأن يركبوه بالدواب مقلوبين ويعيروا فأرادوا أن يوافقهم عليها نبينا صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يوافقهم بل حكمهم بشرع الله نزل في كتابهم وهو رحم الزاناة فكانوا يقولون ( { إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا} )
إذا فمن شابههم من هذه الأمة فسلكوا مثل مسلكهم واقتدوا يهم حذو القدة بالقذة فسيقصيهم الله من رحمته ويلعنهم كما لعنهم بلا شك.
إذا من المزري والمؤسف جدا - والله المستعان- أن نرى من أبناء المسلمين من تبنوا أفكار الكافرين الغرب فحصروا شرائع الرحمان وأحكامه في المساجد ودور التعليم فنحوه جانبا من تطبيقه في الواقع