إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ
أبو الهيثم محمد درويش
{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16)} [ المزمل]
- التصنيفات: التفسير -
{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ} :
أرسل سبحانه محمداً شاهداً على استجابة الأمة فمن تبعه وتبع ما جاء به من النور وجعل الوحيين منهاج حياته فقد نجا ومن أعرض فقد ضل.
كما أرسل سبحانه إلى فرعون وقومه رسولاً عظيماً هو موسى عليه السلام, فلما دعاهم إلى الله عصوه وأعرضوا وأصروا على الإعراض واغتروا بإمهال الله لهم فاخذهم أخذ عزيز مقتدر.
قال تعالى:
{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16)} [ المزمل]
قال الطبري في تفسيره:
يقول تعالى ذكره: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ} أيها الناس{رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ } بإجابة من أجاب منكم دعوتي، وامتناع من امتنع منكم من الإجابة، يوم تلقوني في القيامة {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولا } يقول: مثل إرسالنا من قبلكم إلى فرعون مصر رسولا بدعائه إلى الحقّ.
{فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ } الذي أرسلناه إليه {فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا} يقول: فأخذناه أخذا شديدا، فأهلكناه ومن معه جميعا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن