رفقاً بالقوارير (2-2)
هذه هي الرحمة والمودة والسكن أن تكون لها سندًا في كل أوقاتها وتكون لك خير معين على تقلبات الحياة
- التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية -
أخي في الله إذا رأيت منها عيبًا أو خُلقًا سيئًا ارتضي منها الآخر، فمن منا اتصف بالكمال يومًا.
نحن بشر ووارد لنا الأخطاء نصيب مرة، ونخطئ مرة فالكمال لله عزوجل
تتحمل منها، وتتحمل منك تلك هي الحياة
لا تنظر إلى حياة أحد ولا تقارنها بزوجة أحد فلكل منهما طباع مختلفة
هذه هي الرحمة والمودة والسكن أن تكون لها سندًا في كل أوقاتها وتكون لك خير معين على تقلبات الحياة
ولك كل الحق في أن تقومها وتُعَدِل من سلوكها إذا أخطأت، أو رأيت منها نشوزًا أو اعراضًا .
يقول الله سبحانه وتعالى :
" {واللاتي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} " {النساء:34}.
عليك أولاً بالموعظة، وهى النصح برفق ولين، وإن لم يفلح الوعظ والنصح معهن؛ لك أن تبدأ في الهجر.
انظر إلى الآية الكريمة وعظمة الخالق في تأديب الرجل لزوجته.
" {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِع} " والهجر يكون في المضجع أي أن ينام الرجل والمرأة في غرفة واحدة، وفي فراش واحد، ولكن يعطيها ظهره، وشرط أن لا يعلم أحدًا بهذا الهجر؛ حفاظًا على خصوصيات العشرة بينهما.
وأخيرًا إن لم تستجب الزوجة لكل هذا له أن يضربها، ولكن ضربًا غير مبرح، بحيث أنه لا يكسر عظمًا، أو تسيل منها دماء،ً أو يترك أثرًا سواء أثرًا نفسيًا أو جسديًا، ولذلك قال بعض العلماء له أن يضربها بالسواك، بالسواك يامعشر الرجال، فما نراه اليوم إلا مفهومًا خاطئًا لضرب الزوجة بحجة تأديبها، فرفقًا بهن.
فإن أطاعت الزوجة زوجها، يجب على الزوج أن لا يطغي عليها، وأن لا يستخدم قوامته في ازلالها، بل يستخدم القوامة في إصلاحها وتقويمها.
ونرى بعض الأزواج ممن زُرع بداخلهم قسوة القلب، وعبوس الوجه، ممسكًا في يده خنجر مسددًا طعنات قاتلة لزوجته بداية من انتقادها في كل شيء إلى عدم تحملها في أشد الأوقات احتياجًا له
نرى أحيانا وقد تحولت الحياة الزوجية إلى ساحة من المشادات الكلامية، ثم تتحول إلى من سينتصر على الآخر
هي ليست حرب، أو ساحة قتال، أو من الفائز ومن الخاسر، إن العلاقة الزوجية أسمى من أن تتحول إلى ذلك لذلك يلجأ بعض الأزواج إلى الحلف بالطلاق
لا تجعل من لسانك سلطانًا عليها، ولا تشدد من قبضتك، ولا تهدد بالحلف بالطلاق وتخوفها به في كل صغيرة وكبيرة
والله إني أري أن الزوج الذي يحلف بالطلاق كثيرا ما هو إلا زوج ضعيف النفس والإيمان لا يستطيع التحكم في أمور بيته وإصلاح زوجته إلا بذاك الحلف
احذر أخي الكريم فكثرة الحلف قد تؤدي إلى تطليق زوجتك وخراب منزلك وتشريد أولادك
كن محبا لها، الم تسمعوا حبيبكم المصطفى ﷺ وهو يوصيكم بالنساء خيرا
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( «إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ» ) [رواه أحمد والترمذي] .
وفوق ذلك كله أوصى النبي صلى الله عليه وسلم وصية خاصة بهن، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء» ) [متفق عليه] ، وفي لفظ مسلم: (استوصوا بالنساء خيرا).
وأخيرًا أيها الزوج الكريم، كن لها محمدا تكن لك كخديجة
كن لها كما كان نبيك وحبيبك المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه
"عن الأسود قال: سألت عائشة: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - تعني: خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة" اخرجه البخاري
قالت عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته"
وسئلت؛ ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: "كان بشرًا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه" اخرجه الإمام أحمد.
هذا هو رسولك الحبيب يعلمك كيف يكون الرجل في بيته، هذا لمن أراد التأسي بسيد الخلق فلا تكن في معزل عن تطبيق سنة النبي وهدية، فلا تلتفت إلى اللمز والغمز عندما تساعد أهل بيتك، بل سِر على نهج وخطوات أفضل خلق الله.
لا أقول أن كل الرجال يعاملن زوجاتهن بقسوة ولا أقول أيضًا أن كل الرجال يعاملن زوجاتهن بلين ورفق
ولكني أتطلع إلى الاقتداء بسنة الحبيب المصطفى في معاملة الرجل لأهل بيتة
أخي المسلم، دعني اعطيك سر نجاح الحياة الزوجية والاستقرار الأسري الذي سيغلف حياتكم بالسعادة ورضا الله عليكم.
كُن لها بأخلاق يوسف، تكن لك بعِفة مريم وأخلاقها
بعض الأزواج إلا من رحم ربي لا يحفظ زوجته في غيابها، بل الطامة الكبرى عندما يجعل الله أهون الناظرين إلية، تميلُ نفسك فتستجيب لها
عذرًا، إن كانت كلماتي قاسية، ولكن هذا هو حال بعض الرجال، يتركون الحلال ويشتهون الحرام
يتعرف الرجل على امرأة أخرى عن طريق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتبدأ من هنا التنازلات مستغلاً سهولة التعارف مع انفتاح هذا الوباء، ونسي الرقابة الإلهية عليه من فوق سبع سموات.
أو يتعرف على أخرى في العمل ويبدأ في التعامل معها على أنها مثل أخته، ويقول هي صديقة ليس أكثر
وهل هناك صداقة بين الرجل والمرأة؟!
منذ متى أباح الشرع هذه الصداقة الآثمة!!
وهل ترضى مثل هذا التعارف لزوجتك لابنتك او لأختك!!
تذكر كما تدين تدان؛ فإن تطلعت بنظرك إلى امرأة أخرى، وإن تاقت نفسك إلى الحديث معها، وإن غلبك شيطانك وتسلطت عليك شهوات النفس الأمارة بالسوء للتعارف عليها ومحادثتها؛ فاعلم أن كل تلك الأحداث ستحدث مع أهل بيتك؛ هي دائرة مغلقة والخير أو الشر الذي ستفعله سيلتف ويعود عليك؛ فكن شديد الحذر أخي الكريم
وإليك قصة "السقا" وهى قصة قديمة لساقي الماء فلتقرأها بتمعن
كان رجل يبيع الحنطة فجاءته امراة جميله فسألته: هل عندك حنطة ؟
قال لها نعم ونظر اليها نظرة اعجاب وأمسك يدها وقال لها عندى حنطة
فى الداخل احسن
فتركته المرأة ومشت فلما رجع الى بيته وجد زوجته حزينة فسألها ماالذى يحزنك قالت
ان السقا الذى يأتى بالماء كل يوم يضع قربته فى الاناء ويسير دون ان يرانى او اراه واليوم جاء *السقا وكنت خلف الباب ؛ وبينما هو يضع قربته أمسك بيدى واول مرة يفعلها ؛
فقال الرجل : سبحان الله (دقة بدقة ولو زدنا لزاد السقا )
ويقول شاب آخر كنت أكتم أنفاسي عندما تعبر أمامي فتاة متبرجة حتى لا تُكتب في صحيفتها زانية وحتى يُكتب لأهل بيتي نصيبًا من العفاف
انظر إلى الفرق بينهما شتان في الأخلاق والخوف من الله ومراعاة حدود الله في السر والعلن
فرفقًا بهن؛ فإنهن سراج الحياة لكم متى اظلمت الدنيا، فهن لكم العفاف فكونوا لهم نعم السكن والمودة والرحمة والأخلاق الكريمة
فاطمة الأمير