وإنه لفي زبر الأولين

منذ 2019-10-22

لقد أخذ الله تعالى الميثاق على الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد ﷺ وينصروه إذا بعث وهم أحياء، وأن يبلغوا أقوامهم بذلك ليشيع خبره بين جميع الأمم قال تعالى:

لقد أخذ الله تعالى الميثاق على الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد ﷺ وينصروه إذا بعث وهم أحياء، وأن يبلغوا أقوامهم بذلك ليشيع خبره بين جميع الأمم قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران:81]. وذلك لأن الرسل كانوا يبعثون في أقوامهم خاصة، وبعث محمد ﷺ للناس كافة، فبشر به جميع الأنبياء، وكان مما قاله عيسى عليه السلام لقومه كما ذكر الله تعالى عنه{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}([الصف:6].

والبشارات في الكتب السابقة هي تلك الأنباء والأوصاف التي وردت عن مقدم محمد ﷺ مبينة اسمه وصفاته البدنية والمعنوية ونسبه ومكان بعثته، وصفة أصحابه وصفة أعدائه، ومعالم الدين الذي يدعو إليه، والحوادث التي تواجهه، والزمن الذي يبعث فيه، ليكون ذلك دليلاً على صدقه عند ظهوره بانطباق تلك الأوصاف عليه، وهي أوصاف وبشارات تلقاها أهل تلك الأديان نقلاً عن رهبانهم وأحبارهم وكهنتهم قبل ولادة محمد ﷺ بقرون كثيرة.

وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك البشارات، ودلل بها على صدق محمدﷺ. فقال تعالى:{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد:43]. وقال تعالى{أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ ءَايَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [ الشعراء:197].وقال تعالى:{وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:196].

وقال تعالى عن محمدﷺ  {الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة:146].وهذا يعني أن انطباق البشارات على محمد ﷺ يدل على أنه المقصود بها، وأنه الرسول الذي أخبر الله بمقدمه.

عبد المجيد بن عبد العزيز الزنداني

مؤسس جامعة الإيمان الشرعية باليمن ومتخصص في قضايا الإعجاز العلمي

  • 6
  • 1
  • 3,036

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً