مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا
{إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)} [الإنسان]
{إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا} :
الله عز وجل ينبه عباده بأن هذه الآيات تذكرة يذكر بها عباده ليلتمسوا سبيل النجاة وطريق الفلاح.
ومشيئة الله فوق إراة ومشيئة العباد وهو بفضله يوفق من اختار طريق الهداية ويبارك في سعيه ثم يجازيه خير الجزاء إذ يدخله في رحمته ويعمه بعفوه, أما من اختار طريق الظلم والإعراض وأصر عليه دون توبة أو عودة إلى الله فالله أعد للظالمين عذاباً أليماً
قال تعالى:
{إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)} [الإنسان]
قال السعدي في تفسيره:
{ {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ} } أي: يتذكر بها المؤمن، فينتفع بما فيها من التخويف والترغيب. { {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا } } أي: طريقا موصلا إليه، فالله يبين الحق والهدى، ثم يخير الناس بين الاهتداء بها أو النفور عنها، مع قيام الحجة عليهم.
{ {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} } فإن مشيئة الله نافذة، { { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } } فله الحكمة في هداية المهتدي، وإضلال الضال.
{ { يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ } {} } فيختصه بعنايته، ويوفقه لأسباب السعادة ويهديه لطرقها. { {وَالظَّالِمِينَ} } الذين اختاروا الشقاء على الهدى { { أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } } بظلمهم وعدوانهم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: