هديه عليه الصلاة والسلام في الطهارة من زاد المعاد

منذ 2019-11-05

قال الله عز وجل:   {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً}[الأحزاب:21] قال العلامة ابن كثير رحمه الله: هذه الآية الكريمة أصل كبير في التَّأسِّي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله.

{بسم الله الرحمن الرحيم }

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...أما بعد: فلا يخفى أن الأسوة الحسنة لكلِّ المسلمين في  أقولهم وأفعالهم, وفي عباداتهم وعاداتهم, وفي معاملتهم, وفي جميع شئون حياتهم, رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأنه كما يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله: معصوم من الخطأ في التشريع, فكُلُّ التأسي به فهو حسن, بخلاف التَّأسِّي بغيره, فقد يكون حسناً, وقد يكون غير حسن.

قال الله عز وجل:   {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً}[الأحزاب:21] قال العلامة ابن كثير رحمه الله: هذه الآية الكريمة أصل كبير في التَّأسِّي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله.

وهذا التَّأسِّي يوفق له من كان أكمل إيماناً وأكثر خوفاً من الله, قال العلامة السعدي رحمه الله: وهذه الأسوة الحسنة إنما يسلكها ويوفق لها من كان يرجو الله واليوم الآخر, فإن مع ما معه من الإيمان, وخوف الله, ورجاء ثوابه, وخوف عقابه, يحثه على التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم.

وإن مما يعين العبد المسلم على التَّأسِّي برسول الله صلى الله عليه وسلم معرفة هديه في عباداته ومعاملاته, ومن أفضل الكتب التي اشتملت على ذلك: كتاب " زاد المعاد في خير العباد" للعلامة ابن القيم رحمه الله, فقد جمع واستوعب.

وقد أثنى على الكتاب كثير من أهل العلم.

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: لم يسبق إلى مثله.

وقال الإمام العليمي رحمه الله: كتاب عظيم جداً.

وقال الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله: من الكتب المفيدة

وقال العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله: من الكتب المفيدة...كتاب جامع بين السيرة النبوية والفقه...فالكتاب نافع جامع...أحسن ما رأيت..مفيد جداً يذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله ثم يستنبط الأحكام الكثيرة,..جمع بين السيرة والفقه يأخذ خُلاصةً من السيرة لا تكادُ بل لم أر لها نظيراً في الكتب التي قرأتُ ويعطيك الحكم والأحكام المستنبطة من الواقعة والحادثة.

وقال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين : هديه صلى الله عليه وسلم..من أشهر ما ألف في ذلك كتاب زاد المعاد.فلقد جمع واستوعب ما لم يتيسر لغيره..طبع الكتاب وانتشر وانتفع به

وقال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: لو لم يكن من مؤلفاته إلا كتابه زاد المعاد في خير زاد المعاد, ذلك الكتاب النافع المعطار...هذا الكتاب موسوعة هائلة لعلوم شتى من السيرة والفقه والتوحيد وعلم الكلام واللطائف في التفسير والحديث واللغة.

وقال الشيخ عبدالله عبدالمحسن التركي: كتاب جامع في فقه السيرة النبوية...يعد موسوعة عظيمة لعلوم شتى.

وقال الشيخ عبدالرحمن صالح المحمود : أعظم كتاب له رحمه الله, بل هو من أهم وأفضل الكتب في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهدية.

وقال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: كتاب جامع

وقال الشيخ عبدالرحمن صالح الدهش : هذا الكتاب النفيس..والكتاب من أنفع ما يكون في بيان الهدي النبوي ولذلك وفق في تسميته.

وقال الدكتور أحمد المزيد: يعدُّ من أفضل ما كُتب في هدى النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الدكتور أكرم ضياء العمري: كتاب نفيس في الشمائل والآداب والأخلاق.

إلا أنه رحمه الله في بعض المواضع كما يقول العلامة ابن جبرين رحمه الله: قد أسهب, وأطال بذكر الخلاف واستيفاء الأدلة.

وترتب على هذا الإسهاب إن زادت صفحات الكتاب في بعض الطبعات المحققة على ثلاثة ألاف صفحة, مما جعل البعض لا يقرأه كاملاً, مع أن الكتاب زاخر بالفوائد المفيدة, والنفيس.

ورغبة في تقريب الكتاب لجميع المسلمين, فقد قمتُ باختيار ما ذكره العلامة ابن القيم في كتابه من هديه صلى الله عليه وسلم في العبادات, والمعاملات, والعادات,  أسأل الله الكريم أن ينفعني وجميع إخواني المسلمين بما اخترتُ وجمعتُ, وأن يوفقنا جميعاً للتَّأسِّي برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أمورنا, فالسعادة والفلاح والفوز فيمن من وفقه الله عز وجل لذلك, كما أسأله أن يرحم العلامة ابن القيم وجميع علماء المسلمين على ما قدموا وبذلوا للإسلام والمسلمين, وأن يجمعنا وإياهم في دار كرامته, إنه سميع مجيب.

هديه صلى الله عليه وسلم في الوضوء:

* كان صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة في غالب أحيانه, وربما صلى الصلوات بوضوء واحد.

* كان يتوضأ بالمُد تارة, وبثلثيه تارة, وبأزيد منه تارة.

* كان من أيسر الناس صباً لماء الوضوء, وكان يحذر أمته من الإسراف فيه.

* صح عنه أنه توضأ مرة مرة, ومرتين مرتين, وثلاثاً ثلاثاً, وفي بعض الأعضاء مرتين, وبعضها ثلاثاً.

* وكان يتمضمض ويستنشق تارة بغرفة, وتارة بغرفتين, وتارة بثلاث,...وهديه صلى الله عليه وسلم..الوصل بينهما وكان يستنشق بيده اليمنى, ويستنثر باليسرى

* وكان يمسح رأسه كلَّه, وتارة يُقبلُ بيديه ويُدبرُ,..والصحيح أنه لم يكرر مسح الرأس,...ولم يصحَّ عنه في حديث واحد أنه اقتصر على مسح بعض رأسه البتة.

* وكان وضوؤه مرتباً متوالياً, لم يخل به مرة واحدة البتة.

* وكان يمسح على رأسه تارة, وعلى العمامة تارة, وعلى الناصية والعمامة تارة.

* وكان يغسل رجليه إذا لم يكونا في خُفين ولا جوربين, ويمسح عليهما إذا كانا في الخفين أو الجوربين.

* كان يمسح أذنيه مع رأسه, وكان يمسح ظاهرهما وباطنهما, ولم يثبت عنه أنه أخذ لهما ماءً جديداً.

* لم يحفظ عنه أنه كان يقول على وضوئه شيئاً غير التسمية, وقوله: ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهمَّ اجعلني من التوابين, واجعلني من المتطهرين ) في آخره.

* لم يكن يقول في أوله: نويت رفع الحدث, ولا استباحة الصلاة,..ولم يرو عنه في ذلك حرف واحد, لا بإسناد صحيح, ولا ضعيف.

* لم يتجاوز الثلاث.

* لم يثبت عنه أنه تجاوز المرفقين والكعبين.

* ولم يكن صلى الله عليه وسلم يعتاد تنشيف أعضائه بعد الوضوء.

* لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أن يُصبَّ عليه الماء كلما توضأ, ولكن تارة يصبُّ على نفسه, وربما عاونه من يصب عليه أحياناً لحاجة.

* وكان يخلل لحيته أحياناً, ولم يكن يواظب على ذلك.

* وكذلك تخليل الأصابع لم يكن يحافظ عليه.

هديه صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين:

* مسح في الحضر والسفر, ووقت للمقيم يوماً وليلة, وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن

* وكان يمسح ظاهر الخفين,..ومسح على الجوربين والنعلين, ومسح على العمامة مقتصراً عليها, ومع الناصية.

* قدماه...إن كانتا في الخف مسح عليهما ولم ينزعهما, وإن كانتا مكشوفتين, غسل القدمين, ولم يلبس الخف لِيمسح عليه.

هديه صلى الله عليه وسلم في التيمم:

* كان صلى الله عليه وسلم يتيمم بضربة واحدة للوجه والكفين.

* كان يتمم بالأرض التي يصلي عليها, تراباً كانت أو سبخة أو رملاً.

* لم يصحَّ عنه التيمم لكل صلاة, ولا أمر به, بل أطلق التيمم, وجعله قائماً مقام الوضوء.

                       كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 3
  • 0
  • 6,587

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً