هديه عليه الصلاة والسلام في الصلاة من زاد المعاد
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
كان صلى الله عليه وسلم يحافظ على عشر ركعات في الحضر دائماً, وهي التي قال فيها ابن عمر: «حفظت من النبي صلى الله عليه وسم عشر ركعات: ركعتين قبل الظهر, وركعتين بعدها, وركعتين بعد المغرب في بيته, وركعتين بعد العشاء في بيته, وركعتين قبل صلاة الصبح»
- التصنيفات: فقه الصلاة -
{بسم الله الرحمن الرحيم }
هديه صلى الله عليه وسلم في القراءة في الصلاة:
* كانت قراءته مداً, يقف عند كل آية, ويمدُّ بها صوته.
* كان يقرأ في الفجر بنحو ستين آية إلى مائة آية, وصلاها بسورة (ق), وصلاها بـ ( الروم ), وصلاها بـ ( إذا الشمس كورت ) وصلاها بـ ( إذا زلزلت ) في الركعتين كليهما, وصلاها بـ ( المعوذتين ) وكان في السفر, وكان يصليها يوم الجمعة بـ ( ألم تنزيل السجدة ) وسورة ( هل أتى على الإنسان ) كاملتين.
* وأما الظهر فكان يطيل قراءتها أحياناً, وكان يقرأ فيها تارة بقدر ( ألم تنزيل) وتارة بـ ( سبح اسم ربك الأعلى ) و ( الليل إذا يغشي ) وتارة بـ ( السماء ذات البروج ) و( السماء والطارق )
* وأما العصر فعلى النصف من قراءة صلاة الظهر إذا طالت, وبقدرها إذا قصرت.
* وأما المغرب,...فإنه صلاها مرة بـ ( الأعراف ) فرقها في الركعتين, ومرة بـ (الطور ) ومرة بـ ( المرسلات )...وأما المداومة فيها على قراءة قصار المفصل دائماً...فخلاف السنة.
* وأما العشاء الآخرة, فقرأ فيها صلى الله عليه وسلم بـ ( التين والزيتون) ووقت لمعاذ فيها بـ (الشمس وضحاها)و (سبح اسم ربك الأعلى) و ( والليل إذا يغشى)
* وأما الجمعة فكان يقرأ فيها بسورتي ( الجمعة) و( المنافقين) كاملتين, و ( سورة سبح ) و ( الغاشية )
* وأما قراءته في الأعياد فتارة كان يقرأ سورتي (ق) و( اقتربت) كاملتين, وتارة سورتي ( سبح ) و( الغاشية )
* وكان من هديه قراءة السورة كاملة, وربما قرأها في الركعتين, وربما قرأ أول السورة, وأما قراء أواخر السور وأوساطها, فلم يحفظ عنه.
* وأما قراءة السورتين في ركعة فكان يفعله في النافلة وأما في الفرض فلم يحفظ عنه
* وأما قراءة سورة واحدة في ركعتين معاً, فقلما يفعله.
* وكان يطيل الركعة الأولى على الثانية من صلاة الصبح ومن كل صلاة.
* وكان يطيل صلاة الصبح أكثر من سائر الصلوات.
هديه صلى الله عليه وسلم في السنن الرواتب:
* كان صلى الله عليه وسلم يحافظ على عشر ركعات في الحضر دائماً, وهي التي قال فيها ابن عمر: ( «حفظت من النبي صلى الله عليه وسم عشر ركعات: ركعتين قبل الظهر, وركعتين بعدها, وركعتين بعد المغرب في بيته, وركعتين بعد العشاء في بيته, وركعتين قبل صلاة الصبح» ) فهذه لم يكن يدعها في الحضر أبداً.
* وكان يُصلي أحياناً قبل الظهر أربعاً, كما في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم : ( «كان لا يدع أربعاً قبل صلاة الظهر, وركعتين قبل الغداة » ) فإما أن يقال: إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى في بيته صلى أربعاً, وإذا صلى في المسجد صلى ركعتين, وهذا أظهر, وإما أن يُقال: كان يفعل هذا, ويفعل هذا, فحكى كلّ من عائشة وابن عمر ما شاهده.
* وكان يصلي إذا سمع النداء بالفجر ركعتين خفيفتين.
* وكان صلى الله عليه وسلم يصلي عامة السنن, والتطوع الذي لا سبب له في بيته, ولا سيما سنة المغرب, فإنه لم ينقل عنه أنه فعلها في المسجد البتة.
* وكان صلى الله عليه وسلم يضطجع بعد سنة الفجر على شقه الأيمن.
هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة قيام الليل:
* لم يكن صلى الله عليه وسلم يدع قيام الليل حضراً ولا سفراً.
* وكان يقوم تارة إذا انتصف الليل, أو قبله بقليل, أو بعده بقليل.
* وكان قيامه صلى الله عليه وسلم بالليل إحدى عشرة ركعة, أو ثلاث عشرة, وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة, وفي الصحيحين عنها أيضاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل ثلاث عشرة ركعة..
والركعتان فوق الإحدى عشرة هما ركعتا الفجر. جاء ذلك مبيناً عنها في الحديث بعينه.كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر, ذكره مسلم في صحيحه.
* وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل, افتتح صلاته بركعتين خفيفتين.
* وكانت صلاته بالليل ثلاثة أنواع:
أحدها: وهو أكثرها: صلاته قائماً.
الثاني: أنه كان يصلى قاعداً, ويركع قاعداً.
الثالث: أنه كان يقرأ قاعداً, فإذا بقي يسير من قراءته, قام فركع قائماً, والأنواع الثلاثة صحت عنه.
* وكان صلى الله عليه وسلم يُرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها, وقام بآية يُردِّدُها حتى الصباح.
* وكان إذا غلبه نوم أو وجع, صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة.
هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة العيدين:
* كان يغتسل للعيدين.
* وكان يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه.
* وكان صلى الله عليه وسلم يأكل قبل خروجه في عيد الفطر تمراتٍ, ويأكلهن وتراً, وأما في عيد الأضحى فكان لا يطعمُ حتى يرجع من المصلى, فيأكل من أضحيته.
* وكان صلى الله عليه وسلم يخرج ماشياً.
* وكان صلى الله عليه وسلم يخالف الطريق يوم العيد, فيذهب في طريق, ويرجع في آخر.
* كان صلى الله عليه وسلم يُصلي العيدين في المُصلى.
* وكان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى المصلى, أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة, ولا قول: الصلاة جامعة, والسنة: أنه لا يفعل شيء من ذلك.
* ولم يكن هو ولا أصحابه يُصلون إذا انتهوا إلى المصلى شيئاً قبل الصلاة ولا بعدها.
* وكان يبدأ بالصلاة قبل الخطبة.
* وكان يصلي ركعتين يكبِّر في الأولى سبع تكبيرات متوالية بتكبيرة الافتتاح,..وخمساً في الثانية,.. يسكت بين كل تكبيرتين سكتة يسيرة,..ولم يحفظ عنه ذكر معين بين التكبيرات.
هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف:
* لما كسفت الشمس, خرج صلى الله عليه وسلم إلى المسجد مُسرعاً فزعاً يجُرُّ رداءه.
* صلى ركعتين, قرأ في الأولى بفاتحة الكتاب, وسورة طويلة, جهر بالقراءة.
* كان في كُلِّ ركعة ركوعان وسُجودان, فاستكمل في الركعتين أربع ركعات وأربع سجدات.
* رأى في صلاته تلك الجنة والنار, ورأى أهل العذاب في النار, فرأى امرأة تخدشُها هَّرة ربطتها حتى ماتت جُوعاً وعطشاً, ورأى عمرو بن مالك يجر أمعاءه في النار, وكان أول من غير دين إبراهيم, ورأى فيها سارق الحاج يُعذب.
* لما انصرف من صلاته خطب بهم خطبة بليغة, حُفظ منها قوله: ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد, ولا حياته, فإذا رأيتم ذلك, فادعوا الله وكبروا, وصلوا, وتصدقوا, يا أُمة محمد, والله ما أحد أغير من الله أن يزني عبده, أو تزني أمته, يا أُمة محمد, والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً, ولبكيتم كثيراً.)
وقال: ( لقد رأيت في مقامي هذا كل شيءٍ وُعدتُم به, حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفاً من الجنة حين رأيتموني أتقدم, ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضاً حين رأيتموني تأخرت.وفي لفظ: ( ورأيت النار فلم أرَ كاليوم منظراً قطُّ أفظع منها, ورأيتُ أكثر أهل النار النساء, قالوا: وبِمَ يا رسول الله ؟ قال: بكفرهن, قيل: أيكفرن بالله ؟ قال: يكفرن العشير, ويكفر الإحسان, لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كُله, ثم رأت منك شيئاً, قالت: ما رأيت منك خيراً قط )
هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة الاستسقاء:
* وعد الناس يوماً يخرجون فيه إلى المصلى, فخرج لما طلعت الشمس متواضعاً, متبذلاً, متخشعاً, مترسلاً, متضرعاً.
* صلى بهم ركعتين كصلاة العيد من غير أذان ولا لإقامة ولا نداء البتة, جهر بهما في القراءة, قرأ في الأولى بعد فاتحة الكتاب ( سبح اسم ربك الأعلى ) وفي الثانية (هل أتاك حديث الغاشية )
هديه في أمور متعلقة بالصلاة:
* كان صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال: " الله أكبر" ولم يقل شيئاً قبلها ولا تلفظ بالنية البتة, ولا قال: أصلى لله صلاة كذا مستقبل القبلة أربع ركعات إماماً أو مأموماً, ولا قال: اداءً ولا قضاءً, ولا فرض الوقت, وهذه عشر بدع لم ينقل عنه أحد قط بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مسند ولا مرسل لفظة واحدةً منها البتة.
* كان إذا صلى الفجر, جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس.
* لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تغميضُ عينه في الصلاة.
* وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى إلى الجدار, جعل بينه وبينه قد ممر الشاة, ولم يكن يتباعد منه, بل أمر بالقرب من السترة.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ