هديه علية الصلاة والسلام في أشياء متفرقة (1-2)
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى: «فكيف إذا جئنا من كلِّ أمَّة بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً» [النساء:41]
- التصنيفات: طلب العلم -
هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق ذكراً لله عز وجل, بل كان كلامه كُلُّهُ في ذكر الله وما والاه, وكان أمرُهُ ونهيهُ وتشريعُه للأمة ذِكراً منه لله, وإخباره عن أسماء الرب وصفاته, وأحكامه وأفعاله, ووعده ووعيده, ذِكراً منه له, وثناؤه عليه بآلائه, وتمجيده وحمده, وتسبيحه ذكراً منه له, وسؤاله ودعاؤه إياه, ورغبته ورهبته ذكراً منه له, وسكوته وصمته ذكراً منه له بقلبه, فكان ذاكراً لله في كل أحيانه, وعلى جميع أحواله, وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه, قائماً وقاعداً وعلى جنبه, وفي مشيه وركوبه ومسيره, ونزوله وظعنه وإقامته.
هديه صلى الله عليه وسلم في الرؤيا:
صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم: ا «لرؤيا الصالحة من الله, والحلمُ من الشيطان, فمن رأى رؤيا يكره منها شيئاً, فلينفث عن يساره ثلاثاً, وليتعوذ بالله من الشيطان, فإنها لا تضره, ولا يخبر بها أحداً, وإن رأى رؤيا حسنة فليستبشر, ولا يُخبرُ بها إلا من يُحبُّ» وأمر من رأى ما يكرهه أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه وأمره أن يصلى, فأمره بخمسة أشياء: أن ينفث عن يساره, وأن يستعيذ بالله من الشيطان, وأن لا يخبر بها أحد, وأن يتحول عن جنبه الذي كان عليه, وأن يقوم فيصلى, ومتى فعل ذلك, لم تضره الرؤيا المكروهة, بل هذا يدفع شرها.
وقال: الرؤيا على رجل طائر ما لم تُعبَّر, فإذا عُبِّرت, وقعت, ولا يقصها إلا على وادًّ, أو ذي رأي)
ويُذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم : «من عرضت عليه رؤيا, فليقل لمن عَرَضَ عليه خيراً» ويُذكر عنه أنه كان يقول للرائي قبل أن يعبرها له(خيراً رأيت) ثم يعبرها
هديه صلى الله عليه وسلم في الكلام والضحك والبكاء:
* كان كثيراً ما يعيد الكلام ثلاثاً ليعقل عنه.
* كان صلى الله عليه وسلم أفصح خلق الله, وأعذبهم كلاماً, وأسرعهم أداءً, وأحلامهم منطقاً, حتى أن كلامه ليأخذُ بمجامع القلوب.
* كان يتكلم بجوامع الكلام.
* كان لا يتكلم فيما لا يعينه, ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه.
* كان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة.
* إذا كره الشيء: عُرِفَ في وجهه.
* كان جُلُّ ضحكه التبسم, بل كلُّه التبسم...وكان يضحك مما يُضحك منه.
* وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه, لم يكن بشهيقٍ ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة. ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهمُلأ, ويسمع لصدره أزيز.
* كان بكاؤه تارة رحمة للميت,..ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له, وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض,..وبكى لما مات عثمان بن مظعون.
* بكى لما كشفت الشمس, وصلى صلاة الكسوف, وجعل يبكي في صلاته.
* وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى: «فكيف إذا جئنا من كلِّ أمَّة بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً» [النساء:41]
* وبكى تارة خوفاً على أمته وشفقة عليها, وتارة من خشية الله.
* وكان يبكى أحياناً في صلاة الليل.
هديه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن واستماعه:
* كان له صلى الله عليه وسلم حزب يقرؤه, ولا يُخلُّ به.
* كانت قراءتُه ترتيلاً لا هذّاً ولا عجلة.بل قراءةً مفسرة حرفاً حرفاً.
* وكان يقطع قراءته آية آية ويمدُّ عند حروف المد, فيمد (الرحمن ) ويمد (الرحيم )
*كان يستعيذ بالله من الشيطان في أول قراءته:( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) وربما كان يقول:(اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه
* وكان يحبُّ أن يسمع القرآن من غيره, وأمر عبدالله بن مسعود فقرأ عليه وهو يسمع, وخشع صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن منه, حتى ذرفت عيناه.
* وكان يقرأ قائماً, وقاعداً, ومضطجعاً, ومتوضئاً, ومحدثاً.
* وكان صلى الله عليه وسلم يتغنى به, ويُرجع صوته به أحياناً.