مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا
{ فَأَمَّا مَن طَغَىٰ (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (39)} [النازعات]
{ فَأَمَّا مَن طَغَىٰ} :
هاهنا يوضح الملك سبحانه جزاء كل من تجاوز حدود الشرع وزاد في التجاوز إلى حد الطغيان ولم يردعه من الله رادع ولم تزجره آية وإنما رتع في الدنيا رتع الأنعام فآثر الشهوات العاجلة على أعالى الدرجات الآجلة, ومثل هذا مأواه الجحيم عياذاً بالله.
وفي هذا عزاء للمؤمنين وتذكير بأن الجولة النهائية والدولة الأخيرة بين يدي الله والنصر فيها يقيناً حليف كل مؤمن متقي.
قال تعالى:
{ فَأَمَّا مَن طَغَىٰ (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (39)} [النازعات]
قال السعدي في تفسيره:
{ {فَأَمَّا مَنْ طَغَى} } أي: جاوز الحد، بأن تجرأ على المعاصي الكبار، ولم يقتصر على ما حده الله.
{ {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } } على الآخرة فصار سعيه لها، ووقته مستغرقا في حظوظها وشهواتها، ونسي الآخرة وترك العمل لها.
{ {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} } أي: المقر والمسكن لمن هذه حاله.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: