قم فأنذر

منذ 2020-01-04

ولأن قلبه كان معلقا في السماء، فقد اختارت روحه الرفيق الأعلى.

كتب الأستاذ هاني مراد

قم فأنذر

حين قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: " {قم فأنذر} "، قام وأنذر أكثر من 20 سنة، هي كل حياته بعد الوحي!

قام ولم يفتر، وأنذر ولم يتوان!

قام حتى تفطرت قدماه، فإذا سألته السيدة عائشة، قال: «أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا» ؟

قام وحمل الأمانة الكبرى، وعبء التكليف والتبليغ الثقيل.

كان ينام على الحصير، وطعامه التمر والشعير، ويمضي الشهر لا يوقد في بيته نار!

كان يبيت طاويا، ويصبح صائما، ويعصب الحجر على بطنه من ألم الجوع!

مات ولم يشبع من خبز في يومين متتابعين.

فقد الأب والأم والأبناء والبنات والزوجات.

رحل عن بيته وأهله ووطنه، وقُتل حوله أصحابه.

كذّبه قومه وهم أعلم الناس بصدقه، وحاصروه وطاردوه وحاربوه! وعندما أمكنه الله منهم، قال لهم: " «لا أقول لكم إلا ما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم. اذهبوا فأنتم الطلقاء» ."

تربص به المنافقون فاتهموه في عرضه، وتخاذلوا عن نصرته، وألّبوا عليه قبائل العرب والمشركين!

وعندما جاءته الأموال، لم يأخذ منها شيئا، بل مات ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير!

ولأن قلبه كان معلقا في السماء، فقد اختارت روحه الرفيق الأعلى.

  • 6
  • 0
  • 1,828

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً