وأما من أوتى كتابه وراء ظهره
أبو الهيثم محمد درويش
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ (14) بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15) } [الانشقاق]
- التصنيفات: التفسير -
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ } :
يحدثنا سبحانه عن مصير الفجار , وكيف يستلمون كتاب أعمالهم بكل مهانة وخزي من وراء الظهور, ولا دعوى لهم سوى الصراخ بالويل والهلاك والثبور, ولا يحيطهم من كل جانب إلا السعير, وذلك لتكذيبهم بالبعث والحساب وعنادهم واستكبارهم على الأنبياء وعدائهم للرسالات والأولياء, وسرورهم واغتباطهم في الدنيا بما هم عليه من عناد وعداء لله ورسله وأوليائه, والله بصير بما يعملون.
قال تعالى:
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ (14) بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15) } [الانشقاق]
قال السعدي في تفسيره:
{ {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ } } أي: بشماله من خلفه.
{ {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا} } من الخزي والفضيحة، وما يجد في كتابه من الأعمال التي قدمها ولم يتب منها.
{ {وَيَصْلَى سَعِيرًا } } أي: تحيط به السعير من كل جانب، ويقلب على عذابها، وذلك لأنه في الدنيا { {كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا } } لا يخطر البعث على باله، وقد أساء,ولم يظن أنه راجع إلى ربه وموقوف بين يديه.
{ {بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا } } فلا يحسن أن يتركه سدى، لا يؤمر ولا ينهى، ولا يثاب ولا يعاقب.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن