فلا أقسم بالشفق
{ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ } [الانشقاق]
- التصنيفات: التفسير -
{فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ } :
يقسم تعالى ببديع صنعته وعظيم مخلوقاته والتي منها الشفق وهو الحمرة التي تظهر في السماء بعد غروب الشمس إلى دخول العشاء, كما يقسم تعالى بدخول الليل واحتوائه لجميع المخلوقات وهدأته ووداعة ساعاته, كما يقسم تعالى بالقمر إذ يكتمل ليلة البدر ليضيء الأرض.
أما المقسم عليه فهو تغير حالات الإنسان وأطوار ه ومعاشه منذ أن كان في صلب أبيه ثم مراحل تطور نموه مرورا بالولادة وأطوار الحياة ثم الموت والبرزخ ثم البعث والقيامة إلى أن يستقر في داره الحقيقية.
قال تعالى:
{ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ } [الانشقاق]
قال السعدي في تفسيره:
أقسم في هذا الموضع بآيات الليل، فأقسم بالشفق الذي هو بقية نور الشمس، الذي هو مفتتح الليل.
{ { وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } } أي: احتوى عليه من حيوانات وغيرها.
{ {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ } } أي: امتلأ نورًا بإبداره، وذلك أحسن ما يكون وأكثر منافع.
والمقسم عليه قوله: { { لَتَرْكَبُنَّ } } [أي:] أيها الناس { {طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ } } أي: أطوارا متعددة وأحوالا متباينة، من النطفة إلى العلقة، إلى المضغة، إلى نفخ الروح، ثم يكون وليدًا وطفلًا، ثم مميزًا، ثم يجري عليه قلم التكليف، والأمر والنهي، ثم يموت بعد ذلك، ثم يبعث ويجازى بأعماله، فهذه الطبقات المختلفة الجارية على العبد، دالة على أن الله وحده هو المعبود، الموحد، المدبر لعباده بحكمته ورحمته، وأن العبد فقير عاجز، تحت تدبير العزيز الرحيم.أ.هـ
وقال ابن كثير في تفسيره:
وقوله ( { لتركبن طبقا عن طبق} ) قال البخاري أخبرنا سعيد بن النضر أخبرنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن مجاهد قال : قال ابن عباس ( {لتركبن طبقا عن طبق } ) حالا بعد حال قال هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن