والسماء ذات البروج
أبو الهيثم محمد درويش
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) } [البروج]
- التصنيفات: التفسير -
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} :
يقسم تعالى بالسماء وتكوينها الهائل واتساعها غير المحدود ومنازلها المتباعدة المسافات والتي تحوي من الأجرام السماوية ما لا يعلمه إلا الله, كما يقسم تعالى بيوم القيامة الذي وعد الله به عباده ليجازي كل عامل بما عمل.
كما أقسم سبحانه وتعالى بكل شاهد على وقائع الدنيا, يوم تشهد على الإنسان حتى أعضاءه,وبكل مشهود ومنها أيام الله ووقائع وأحداث الحياة الدنيا التي شهدت كل ما فعل بنوا آدم من خير أو شر.
أما المقسم عليه فهو إهلاك الله لمن يقتلون أولياءه ويعذبونهم بالحرق وغيره, ومنهم أصحاب الأخدود الذين أحرقوا أمه بكاملها لما خالفتهم وآمنت بالله.
قال تعالى:
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) } [البروج]
قال السعدي في تفسيره:
{ {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ } } أي: ذات المنازل المشتملة على منازل الشمس والقمر، والكواكب المنتظمة في سيرها، على أكمل ترتيب ونظام دال على كمال قدرة الله تعالى ورحمته، وسعة علمه وحكمته.
{ {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ } } وهو يوم القيامة، الذي وعد الله الخلق أن يجمعهم فيه، ويضم فيه أولهم وآخرهم، وقاصيهم ودانيهم، الذي لا يمكن أن يتغير، ولا يخلف الله الميعاد.
{ {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } } وشمل هذا كل من اتصف بهذا الوصف أي: مبصر ومبصر، وحاضر ومحضور، وراء ومرئي.
والمقسم عليه، ما تضمنه هذا القسم من آيات الله الباهرة، وحكمه الظاهرة، ورحمته الواسعة.
وقيل: إن المقسم عليه قوله { {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ } } وهذا دعاء عليهم بالهلاك.
و { {الأخدود} } الحفر التي تحفر في الأرض.
وكان أصحاب الأخدود هؤلاء قومًا كافرين، ولديهم قوم مؤمنون، فراودوهم للدخول في دينهم، فامتنع المؤمنون من ذلك، فشق الكافرون أخدودًا ، وقذفوا فيها النار، وقعدوا حولها، وفتنوا المؤمنين، وعرضوهم عليها، فمن استجاب لهم أطلقوه، ومن استمر على الإيمان قذفوه في النار، وهذا في غاية المحاربة لله ولحزبه المؤمنين، ولهذا لعنهم الله وأهلكهم وتوعدهم فقال: { {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ } }
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن