الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان - فضل التابعين وأفضل التابعين
أثنى الله تعالى على التابعين في كتابه الكريم بعد ثنائه على الصحابة الكرام.
أ. في القرآن الكريم:
أثنى الله تعالى على التابعين في كتابه الكريم بعد ثنائه على الصحابة الكرام، فقال تعالى:
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة: 100).
ب. في السنة النبوية:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ» (متفق عليه).
قال ابن العثيمين رحمه الله: "وهذه الأفضلية أفضلية من حيث العموم والجنس، لا من حيث الأفراد، فلا يعني أنه لا يوجد في تابعي التابعين من هو أفضل من التابعين، أو لا يوجد في التابعين من هو أعلم من بعض الصحابة، أما فضل الصحبة، فلا يناله أحد غير الصحابة ولا أحد يسبقهم فيه، وأما العلم والعبادة، فقد يكون فيمن بعد الصحابة من هو أكثر من بعضهم علما وعبادة". انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (10/ 1057-1058).
أفضل التابعين: أويس بن عامر القرني
روى مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم».
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر. حتى أتى على أويس رضي الله عنه، فقال له: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم. قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم. قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم. قال: لك والدة؟ قال: نعم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل»، فاستغفر لي، فاستغفر له. (أخرجه مسلم في صحيحه).
"وأمَّا تفضيلُ أحمدَ بن حنبل لسعيد ابنِ المسيِّبِ وغيرِهِ فلعلَّهُ لمْ يبلغْهُ هذا الحديثُ، أوْ لَمْ يصحَّ عنهُ، أو أرادَ بالأفضليةِ: الأفضليةَ في العلمِ لا الخيريةِ".
أفضل التابعيات:
في (ألفية العراقي) قال:
وفي نِسَاءِ التَّابِعِينَ الأَبْدَا *** حَفْصَةُ مَعْ عَمْرَةَ أُمِّ الدَّرْدَا
أي: أولهنَّ في الفضلِ حفصة بنت سيرين، وعَمرة بنت عبد الرحمن، وأم الدرداء الصغرى.
الفقهاء السبعة
هم سبعة من فقهاء مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، اجتمعوا في زمان واحد معًا، هو زمان التابعين.
جاء في "الموسوعة الفقهية" (1/ 364): "الفقهاء السبعة: عبارة يطلقها الفقهاء على سبعة من التابعين، كانوا متعاصرين بالمدينة، وهم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعبيد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار. واختلف في السابع: فقيل هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وهو قول الأكثر، وقيل هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقيل هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي".
وبهذا نكون قد انتهينا من هذه السلسلة المباركة.
------------------------------------
المراجع:
- القرآن الكريم.
- صحيح البخاري.
- صحيح مسلم.
- سير أعلام النبلاء للذهبي.
- تفسير الطبري.
- علوم الحديث لابن الصلاح.
- فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي- للسخاوي.
- الموسوعة العقدية على موقع الدرر السنية.
- موقع الشبكة الإسلامية.
- فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
- قاموس المعاني الإلكتروني.
- الفوائد البديعية فى فَضَائِلِ الصَّحَابَةَ وَذَمِّ الشَّيعَةِ للشيخ أحمد فريد.
- التصنيف:
- المصدر: