معرض الكتاب

إعادة نشر وتذكير بمناسبة معرض الكتاب وما يواجهه القارئ من طوفان الكتب : الجديد منها والقديم ، والجيد والردئ ، والجاد والهازل ، وما يحدثه ذلك من حالة تشويش وتوهان معرفي ، وتخمة زائفة ، تضر أحيانا أكثر مما تنفع !

حيث صارت الكتب الآن كثيرة جدا ومكررة ، والمطابع ما زالت تدفع بالجديد كل آونة ، والجامعات تخرج ما يصعب إحصاؤه من الرسائل كل عام ، ومع الانفجار المعرفي الإلكتروني صار الواحد يحمل على جهازه كتبا ربما لا يجد وقتا لفرزها وتصنيفها فضلا عن قراءتها .

والمشكلة أن هذه الكثرة - في الغالب- لم تؤثر على المضمون والكيف وليست رسائلنا ولا أبحاثنا بأفضل من أبحاث أساتذتنا ممن لم يتح لهم ما أتيح لنا ، ولقد صدق العبقري ابن تيمية رحمه الله حيث قال " وَقد أوعبت الْأمة فِي كل فن من فنون الْعلم إيعابا، فَمن نور الله قلبه هداه بِمَا يبلغهُ من ذَلِك، وَمن أعماه لم تزِدْه كَثْرَة الْكتب الا حيرة وضلالا " مجموع الفتاوى 10 / 665 .

وليس في هذا الكلام دعوة للزهد في جمع الكتب أو شرائها ، أو التقليل من أهمية حركة التأليف والنشر ، ولكنها دعوة للترشيد ، والتأني ، والإتقان ، والصبر وعدم الاستعجال في التصنيف ، وعدم التكرار غير المجدي ، ونبذ الغثاء ، وحسن الانتقاء ، وإيثار الكيف على الكم ، والله المستعان