مؤمن ال يس
ممدوح إسماعيل
ما سمع أن القرية ستقتل الرسل اسرع رغم مرضه ومكانه البعيد عن الحدث _ ولكنه بكل قوة واجتهاد اسرع ليقوم بواجبه في الدعوة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم ينتظر دابة تحمله ولاسيارة ولم يتعلل بمرضه وضعفه ولا بخوفه من البطش ولا خاف أن يجتمع عليه أهل القرية ويؤذونه ولم يفكر فى اقل الشرين ولا درء المفاسد
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
قصة داعية مخلص لله قصته بدأت سريعة وانتهت سريعة ولكن نهايتها أعظم نهاية وعمله افضل عمل للدعاة إلى الله قال الله عزوجل عن هذا الداعية {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} ذكر الطبرى فى تفسيره انه كان يسكن فى أقصى المدينة وكان مريض بالجذام واسمه حبيب بن مرى...
فلما سمع أن القرية ستقتل الرسل اسرع رغم مرضه ومكانه البعيد عن الحدث _ ولكنه بكل قوة واجتهاد اسرع ليقوم بواجبه في الدعوة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم ينتظر دابة تحمله ولاسيارة ولم يتعلل بمرضه وضعفه ولا بخوفه من البطش ولا خاف أن يجتمع عليه أهل القرية ويؤذونه ولم يفكر فى اقل الشرين ولا درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ولم يفكر فى نظرية حكمة المعصرة (فن الممكن) والحفاظ على النفس ولا فكر انه حالة الثورة ضد الظلم ستؤدى به إلى القتل أو السجن فتفقد الدعوة داعية ممتاز له فيديوهات ومتابعين بالملايين بل غمر قلبه حب الله وحب دعوته و صاح فيهم : {قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} ماالقوة التى ساعدته؟ انها قوة الإيمان
1_من الملاحظ أن القرآن لم يذكر اسم هذا الداعية الربانى ليكون رمزا لكل من يريد أن يكون داعية فهذا هو الطريق القيام لله بما أمر وصدع بالحق وبسرعة وبدون تردد وبدون شهرة (رجل يسعى) بدون حسابات التراب البشرية إنما حساب الداعية هو حسبة لله.
2_من اللافت أن القرآن وصفه بلفظ( رجل) وهو الوصف الذى جاء بصفة المدح دائما فى القرآن {من المؤمنين رجال} {رجال لاتلهيهم}.
3_ثم يقدم هذا الداعية الربانى اهم رسالة للدعاة {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ} اى لاتطلبوا اجر مادى على دعوتكم ولا تحددوا اجر الحلقات على الفضائيات أو ظرف المؤتمرات والندوات وهبات الحكام لأنه كلما كانت الدعوة خالصة لله كان القبول لها اسرع فى قلوب الناس لذلك وضح مؤمن ال يس أن الرسل والدعاة إلى الله لايطلبون اجرا إنما فقط يريدون هداية الناس للخير والحق
4_ثم قال مؤمن ال يس للناس يدعوهم للإيمان بالله ربا واحدا بدون تردد ولا خور وبكل وضوح وبدون ميوعة الوسطية قال : {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} وما المانع لي من عبادة الله الذي خلقني ورزقني، وإليه يرجع جميع الخلق، فيوفيهم اعمالهم.
5_أهم موقف :انهم رغم ان قومه قتلوه إلا انه حتى عندما دخل الجنة تمنى أن يعلم قومه الخير والحق {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} ويبقى ان :_هذا الداعية الربانى رمز ونموذج لكل الدعاة الذين يريدون من الدعوة الشهرة والثناء بين الناس وجنى الأموال والمكانة فهو كان مريضا ضعيف الجسد لكنه يملك قوة الحق فاسرع وجهر بالحق وهو يعلم أنه سيبتلى ويقتل فلم يبالى لأنه يعلم من دعوته انه فى سبيل الله فياليت من تصدروا للدعوة يعيشون ويعملون ويدعون فى سبيل الله بدون ترف وحجج أعذار الوهن التى جعلوها اصلا فضاعت الدعوة.
وأخيرا :_لو كان مؤمن ال يس حيا بيننا الآن لرجموه دعاة اليوم بعدم الحكمة والتسرع والحماس الزائد المتهور ولكن مؤمن ال يس قال لهم وأمثالهم {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}.