الحرب في ذاكرة ممرضة (2)
مخلفا وراءه طغلا سيعيش ذات مأساته لم يرض أن يكسر قلب زوجته ويتزوج ولكن طيران العدو أصر أن يكسر قلب الجميع
الجزء الثاني
لم يكن حوارهما عاديا بل كان ملفتا لنا جميعا :
لماذا تريد أن تغضبني دوما؟
أنا اشترطت على زوجتك هذا قبل الزواج وهي وافقت وأهلها كذالك
مالذي حصل؟
_ولكنني أحبها يا أمي وأنتظر قدوم طفلي بفارغ الصبر
وإن كنت تحبها يا بني فالزواج الثاني لن يفرقكما أنا قلت لك أريد تزويجك أربع زوجات
فأنت وحيد ويتيم وأريد أن يمتليء البيت بالأطفال..
كلمات طالما سمعناها منهما لنتدخل لحل الأمر بينهما.
حتى داخل المشفى أصرت الأم المسكينة على طرح الأمر على ابنها
وليتها كانت تعلم!
كانت ليلة من أصعب الليالي التي مرت علي في المشفى
لم أستطع إيقاظه من التخدير كما العادة
لقد طالت فترة غيبوبته فجراحه ليست سهلة، ووضعه لا ينبيء بخير وبعد محاولات ومحاولات عاد بفضل الله إلى صحوه
ولكن صحته كانت متدهورة وعلاماته الحيوية مقلقة للكادر الطبي
عملت مابوسعي وبفضل الله استقر حاله وعاد إليه رشده وطلب من أمه قطعة تفاح
أجل تفاح
ولكن المسكينة لم تكن قادرة على القيام عن الأرض بسبب خوفها عليه فطلبت مني إطعامه.
انتهى داومي ودعتهما وكلي فرح وسعادة أنني استطعت بفضل الله الحفاظ لها على ابنها اليتيم الذي تنتظر أول طفل له بعد شهور قليلة.
دخلت المشفى في ورديتي المسائية
لأجد الأسى يملأ النفوس
فهذه تبكي هنا وذاك واجم في مكانه هناك والمكان يسوده حزن لايوصف
لفتُّ نظري إلى سريره فورا لأجده فارغا ألا من بعض الممرضين والممرضات الذين جلسوا يبكون عليه
محاولين استيعاب الأمر
ملحين على الله بالدعاء أن يرزق والدته وزوجه الصبر
أرادت تزويجه ليملأ البيت
فرحل وترك البيت فارغا تماما
مخلفا وراءه طغلا سيعيش ذات مأساته
لم يرض أن يكسر قلب زوجته ويتزوج
ولكن طيران العدو أصر أن يكسر قلب الجميع
فاطمة عبود
- التصنيف: