هل اللهجة العامية استبدلت باللغة العربية ؟؟
أخاطب كل القاراء والكتاب أن لا يشاركوا في مهزلة فقد اللغة العربية ثوبها الفخم الذي لطالما كان علما يميزها بين سائر الأمم وأن يكتبوا ما تيسر لهم من الكتابات بشكل عفوي منمق بدون أن يكون للهجة العامية مكان فيه .
- التصنيفات: اللغة العربية -
قد يقول قائل وما علاقة هذا بذاك ان اللغة العربية هي لغتنا وما اللهجة إلا اللغة العربية المحكاه في أبسط صورها ومفرداتها تسهيلا في النطق والتعبير وحيث أن لكل قطر لغته العامية التي تتناسب مع ثقافته ومفرداته وأهمية بعض الكلمات عن غيرها بالنسبة له بحسب مهنته أو بلدته .
الحقيقة أن هذا هو المقصود من اللهجة العامية والمشكلة التي أتكلم عنها ليست في حكي اللغة العربية بل في الكتابة بها ؟؟!! وهذا شيء بالغ الغرابة وكأنه طاعون العصر الذي يهدف إلى تدمير لغتنا الأم .
حسنا يمكن أن تراودك بعض التساؤلات حول كيف يمكن للهجة العامية أن تدمر اللغة العربية برغم أنها جزء منها وهذا ما اعتادت علية الشعوب دائما وأبدا ولم يحدث يوما أن دمرت اللهجة العامية في أي لغة لغتها ذاتها التي هي مشتقة عنها !!
الأمر ليس بهذه البساطة الأمر أصبح الآن في غاية الخطورة ولقد تجلى هذا بشكل مهول في معرض الكتاب هذا العام حيث أن معظم الكتب إلا ما رحم ربي مكتوب باللهجة العامية التي هي ليست لغة يكتب بها ولا تراث يحتذى به وهذا قمة في الانهيار اللغوي ودعوني أوضح لكم وجهة نظري .
إن الكتابة بهذا الشكل دليل كامل أن الكاتب أو الصحفي أو الروائي لا يمتلك من حصيلة لغويه إلا قشور ضعيفة وبقايا هذيله لا تمكنه من صيانة الكلمات لتخرج في شكل منمق بالغ الجمال ، بل إنه يتحجج بحجج واهيه وهي أن الكتابة بهذا الشكل تكون أقرب للأفهام وللقلوب وتكون أوقع في حياتهم وتؤثر في عقولهم ، وهذا ليس بصحيح فالقواعد والقوانين التي تطلق على اللهجة المحكية غيرها تماما التي تطلق على اللغة المكتوبة .
من المشاكل التي أراها جلية جدا أنه عند الكتابة بهذا الشكل فإنه لن يفهمها إلا أصحاب ذلك القطر أو تلك الدولة دون غيرها فأنت بالتأكيد لا تفهم بشكل كامل كل لهجات البلاد العربية مع أنه كلام عربي ولكن لكل دولة بل لكل منطقة طريقتها في التعبير فنحن بذلك نقدم أدبا ركيكا خاصا بمنطقة دون غيرها وبزمن دون غيره دون ان يكون هذا الأدب وهذه الكلمات باقية ومورثة .
في الكتابة باللهجة العامية تضييع لجمال التعبير وحسن الالفاظ وعدم التعبير ببعض العبارات البذيئة والمبتذلة التي يسوقها البعض في كتاباته بدون أدني شعور بأي مسؤوليه بحجة أنها تأتي على لسان طبقة وضيعه أو مهنة غير متحضرة ،أليس لهم أسوة في كتابات الأولين كانوا يعبرون عن جميع الطبقات والمهن والمجتمعات بكلمات راقية وقوية تفعم من يقرئها بقصد الكاتب والصحفي دون أن يبتذلوا في الكلمات ولا أن يعبروا بتلك الطريقة الصادمة
الرجوع لأصل اللغة العربية يهدى القارئ شيئا راقيا نبيلا يقرأه يحترم عقله وفكره وفي نفس الوقت يمس قلبه ويصل الى عقله بانسيابية وهدوء نحتاج ان نوسع مداركنا وبقدر قراءتنا للأولين من عواميد الأدب والكتابة والصحافة بقدر ما سنستطيع أن نصل الى تلك اللغة الراقية التي نحتاجها الآن في زمن شاع فيه من الجهل بتراثهم وعقيدتهم ما شاع.
أخاطب كل القاراء والكتاب أن لا يشاركوا في مهزلة فقد اللغة العربية ثوبها الفخم الذي لطالما كان علما يميزها بين سائر الأمم وأن يكتبوا ما تيسر لهم من الكتابات بشكل عفوي منمق بدون أن يكون للهجة العامية مكان فيه .
أميرة السكري