مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فذكر إنما أنت مذكر
{ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22)إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24)إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم (26)} [الغاشية]
{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ} :
ما عليك يا محمد أنت ومن تبعك إلا البلاغ والدعوة وإيصال الأمانة إلى الخلق, لم تبعث مسيطراً متحكماً ولا مسؤولاً عن ردود أفعالهم أو استجاباتهم, والله تعالى هو من يحاسب ويجازي, فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط والغضب, ومن تولى فالله يتولى حسابه وعذابه العذاب الأكبر, فالجميع راجع إليه ليحاسبهم على قدمت أيديهم.
قال تعالى:
{ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22)إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24)إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم (26)} [الغاشية]
قال السعدي في تفسيره:
{ {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ } } أي: ذكر الناس وعظهم، وأنذرهم وبشرهم، فإنك مبعوث لدعوة الخلق إلى الله وتذكيرهم.
{لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ } : ولم تبعث مسيطرًا عليهم، مسلطًا موكلًا بأعمالهم، فإذا قمت بما عليك، فلا عليك بعد ذلك لوم، كقوله تعالى: { {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} } .
{ {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ } } أي: لكن من تولى عن الطاعة وكفر بالله.
{ { فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ} } أي: الشديد الدائم،{ {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ } } أي: رجوع الخليقة وجمعهم في يوم القيامة.
{ {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ } } فنحاسبهم على ما عملوا من خير وشر.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: