الحرب في ذاكرة ممرضة (3)

منذ 2020-02-07

فقد وعدتك أن أحكي مأساتك للناس وهاقد فعلت فاعذريني على التأخير

الحزء الثالث

عاتبتها وفي عيني حزن كبير

لماذا تأخرتم عليها هكذا؟ 

لماذا لم تصلوا بها قبل الآن للمشفى إنها الآن في خطر كبير؟ 

 انهارت  سريعا وتركت دموعها تجيبني، 

لماذا ياترى قد يتأخر الأهل  يوما وليلة  ليصلوا بابنتهم الشابة الجريحة إلى المشفى؟

هل تراهم لايحبونها

أم تراهم لم يدركوا خطورة جرحها

ماذا تتوقعون؟ 

السبب أيها الأحبة هو أنهم يعيشون في قرية جبلية وقد قطع عنهم النظام  الكهرباء بشكل كامل ونصب الحواجز لمراقبة السيارات فكان يصطاد أي ضوء يخرج من القرية 

قصفت القرية بالمدفعية وجرحت الفتاة

حملتها أمها بين الجبال على حمار.. أجل حمار.. تريد تهريبها للعلاج

لأنها إن مرت على حاجز تفتيش فلا أحد يعلم ماهي العاقبة!. فهنا لاقوانين تُتَبع ولا إنسانية ترحم، 

تبرع أحد شبان القرية بالمساعدة لأن أخوة الفتاة كانوا متواريين خارج القرية بعيدا عن الحواجز،

وهكذا تنزف فتاة مسلمة  على ظهر الحمار أربع وعشرين ساعة لتصل إلى مزكر العلاج. 

لك الله يا ابنتي

كم من الألم تحملت وكم من الخوف عانيت حتى وصلت

الحمد لله أنه رزقك العافية من جديد

وأبعد عن قريتك كل تلك الحواجز والدبابات

ليت كتاباتي تقع في يدك يوما

فقد وعدتك أن أحكي مأساتك للناس وهاقد فعلت فاعذريني على التأخير

فاطمة محمد عبود

  • 5
  • 0
  • 1,180

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً