الحاجب المنصور
اليوم شبابنا يذكرون برشلونة الكرة وميسى فى الكرة ولايعرفون المنصور الذى لاعبهم وهزمهم واذلهم بالسيف.
القائد المسلم الذى هزم برشلونة وجعل أوربا ترتعب منه وانتصر ولم يعرف الهزيمة مطلقا (الحاجب المنصور) قصته قصة الطموح والمثابرة، قصته مليئة بالجهاد والجلد، ومابين القضاء على منافسيه والجهاد ضد الصليبية حقق مالم يحققه اى قائد مسلم فى أوربا اسمه عامر محمد بن أبي عامر (327 - 392 هـ / 938 - 1002 م)، المشهور بلقب الحاجب المنصور حاجب الخلافة والحاكم الفعلي للخلافة الأموية في الأندلس في عهد الخليفة هشام المؤيد بالله واستمر لمدة ربع قرن أقصى كل منافسيه وقضى على كل الإنقلابات ضده واقام دولة داخل الدولة وجعل الملك أو الخليفة رمزا فقط وأسس مايعرف بالدولة العامرية اصوله ترجع لقبيلة المعافرى اليمنية ابوه كان من العلماء الفقهاء وهو كان من طلبة العلم مثقفا ذكيا الطموح.
يذكر المؤرخ الأندلسي لسان الدين بن الخطيب في كتابه «أعمال الأعلام»، إن الحاجب المنصور في طريق رحلته إلى قرطبه أخبر رفاقه الذين صحبوه في سفره بأنه لم يأتِ لطلب العلم فقط، إنما ليصبح حاجبًا (الرجل الثاني في الدولة)، بل إنه تخطى ذلك حين قال: «سأملك الأندلس وأقود العسكر وينفذَ فيهما حُكمي».
وقد صدق وبقية القصة يذكرها لسان الدين بن الخطيب قائلًا: «طلب محمد بن أبي عامر من زملائه حين سخروا منه أن يتمنّوا عليه، فطلب الأول ولاية قرطبة، وطلب الثاني توليته حِسبة السوق، وطلب الثالث قضاء ولاية كورة، أما الرابع فتطاول عليه بالكلام البذيء»، تقول الرواية في صفحاتها الأخيرة إنّه لما وصل لمنصب الحاجب، حقق لرفاقه القدامى أمنياتهم، عدا الأخير الذي غرّمه مالًا باهظًا. لها، الجهاد: ويصف المؤرخ الأندلسي ابن عذاري، في كتابه «البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب» فتوحات الدولة العامرية قائلًا: «غزا محمد بن أبي عامر في حياته 54 غزوة، لم يُهزم أبدًا في واحدة منها».
وقد كان سيدنا وتاج رؤسنا خالد بن الوليد هو أول قائد يحقق ذلك لا هزيمة مطلقا ، و يوصف الحاجب المنصور في التراجم المسيحية بأنه أحد أعظم من حكم الأندلس، وهز عروش الممالك المسيحية على الإطلاق. تمردت برشلونة على عهده فكان يوما اسودا عليها دخلها وأعمل فيها السيف يمنة ويسرى حتى استسلمت واعلنت توبتها وقدمت قرابين الوفاء حتى أصبحت شهرته فى نصارى أوربا حديث الحكايات بدون إعلام ولا فضائيات بسيرته فى الجهاد فقط "اليوم شبابنا يذكرون برشلونة الكرة وميسى فى الكرة ولايعرفون المنصور الذى لاعبهم وهزمهم واذلهم بالسيف".
الشهامة والنخوة: وقد روى ابن عذاري عن نجدته للمسلمين أنه بلغه وجود أسيرات مسلمات لدى غارسيا سانشيز الثاني ملك نافارا رغم أنه كانت بينهما معاهدة تنص على ألا يستبقي غارسيا لديه أسرى من المسلمين، فأقسم أن يجتاح أرضه لنكثه بالعهد، ولما خرج المنصور بجيشه، وبلغ غارسيا خروجه.
أسرعت رسل غارسيا تستفسر عن سبب الغزو، فأعلموهم بخبر الأسيرات المسلمات، فردّهن غارسيا معتذرًا بعدم علمه بهن، وبأنه هدم الكنيسة التي كانت تحتجزهن كاعتذار منه على ذلك، توقفوا مع هدم الكنيسة كاعتذار وتبينوا مقدار الخوف والعزة، فقبل منه المنصور ذلك وعاد بالأسيرات.
ونحن أسرانا واسيراتنا لابواكى لهم ولامنصور لهم فى فلسطين وتركستان وبلاد كثيرة ابن الأثير قال عنه «وكان شجاعًا، قوي النفس، حسن التدبير، وكان محبًا للعلماء، وقال عنه ابن خلدون:«وكان ذا عقل ورأي وشجاعة، وبصر بالحروب، ودين متين».
قال عنه المؤرخ الإسباني مننديث بيدال تعليقه على عصر المنصور قائلاً: «عاش الإسلام في إسبانيا أروع أيامه وأسطعها، وانتهى مسيحيي الشمال إلى حالة دفاع كانت دائمًا مقرونة بالمحن، واصبحوا كأنهم لم يعيشوا إلا لتأدية الجزية والسلاح والأسرى والمجد للخلافة الأموية.
اليوم انقلب الحال تماما و المسلمون الآن فى ذلة وضعف أمام الأمريكان والصهاينة، ويروى أنه خطّ بيده مصحفًا كان يحمله معه في أسفاره ويتبرك به، كما كان يجمع ما علق بوجهه من غبار معاركه حتى تجمّعت له صُرة كبيرة أوصى أن تُدفن معه عند موته وكان يُكنّ حبًا واحترامًا للعلماء والأدباء، إلا أنه كان شديدًا على من يشتغل بالفلسفة أو الجدال أو التكلم في النجوم أو الاستخفاف بشيء من أمور الشريعة، بل وحرق ما كان في مكتبة الحكم من كتب الدهرية والفلاسفة.
يقول المؤرخ الإسلامي ابن الأثير في كتابه «الكامل في التاريخ» واصفًا الحاجب المنصور: «كان المنصور بن أبي عامر عالمًا، محبًا للعلماء، يكثر مجالستهم ويناظرهم، وأكثر العلماء ذكر مناقبه، وصنفوا لها تصانيف كثيرة، وكان حسن الاعتقاد والسيرة، عادلًا، وكانت أيامه أعيادًا لنضارتها، وأمن الناس فيها». رحم الله الحاجب المنصور ورزق الأمة قائدا طموحا ذكيا حياته جهاد لنصر الأمة الإسلامية لايعرف الهزيمة والخور.
- التصنيف:
- المصدر: