الحرب في ذاكرة ممرضة - 7
ولم أتأكد إلا عندما بادرتني لقد أصبح لدي ثلاثة شفعاء في الجنة
أتت إلينا بحروق واسعة تملأ جسدها الضعيف
ومع هذا فقد كانت الابتسامة لاتغادر وجهها والحمد لا يكاد يتوقف عنه لسانها
فطالما كانت تقول وتردد الحمد لله أن أولادي لم يكونوا في المنزل
آه ياوجعي
كيف لي أن أضع عيني في عينك
كيف لي أن أكذب عليك ولم أعتد الكذب
كيف وكيف وكيف
أسئلة كانت تقتلني وتقتل الكادر كله
كلما تذكرنا أن مريم بقي لها طفل واحد ينتظرها
ورحل عنها ثلاثة أبناء
كانوا يلعبون في حديقة المنزل حيث نزلت الصواريخ بالضبط
فرحلوا ليكملوا لعبهم في الجنة
نعم يامريم
لقد رحل أيتامك الثلاثة ولكن لسنا من من سيخبرك وإنما أهلك عندما تعودين لبيتك هكذا قررنا حتى لاتنتكس صحتك
ودعتنا يوم تخرجها وكلها فرح لأنها ذاهبة للقاء أبنائها
ترى كيف ستواجه واقعها؟
بيت تهدم وأطفال رحلوا وألم ينهش جسدها،
عادت إلينا مريم كروتين معتاد لتبديل ماتبقى من ضمادها
ذهبت إليها لأجهزها للضماد فوجدتها لازالت تكثر الحمد مع تلك الابتسامة التي تعلو محياها
ترى هل أخبروها؟
بدأت أشك
ولم أتأكد إلا عندما بادرتني
لقد أصبح لدي ثلاثة شفعاء في الجنة
رباه لك الحمد كيف تصبر القلوب وتجبرها
فأنا لا اتخيل أن أفقد طفلا واحدا فكيف بثلاثة
ومرت الأيام ولازال قلبي كلما عرج على ذكري مريم ينتفض بين أضلعي
اللهم ارحم ضعفنا يارب
فاطمة عبود
- التصنيف:
عبد الله الصبحي
منذ