الحرب في ذاكرة ممرضة - 8
دخل المشفى للعلاج.. ورغم كل المحاولات محمد لايطيب جسده وكيف يشفي وقد حرق بمادة الفوسفور التي حولت جسده لخارطة حمراء لاتعرف لها إلا القليل من التفاصيل
مثل كل طلاب المدرسة الثانوية
كان محمد يرسم أحلامه ويخطط لمستقبله فيلتزم تارة بضغط من ضميره ومصلحته ويلعب ويمرح ويلهو حينا بضغط من فطرته وشبابه
والمهم أنه مصر على إكمال دراسته رغم الحرب ورغم مآسي عدم قبول الشهادات في أحيان كثيرة
كانوا وقتها يمرحون يتهامسون ويضحكون عندما نزلت عليهم حمم النيران من السماء لتذيب أجساد قسم كبير منهم قال عنهم محمد فيما بعد هنيئا لهم فقد ارتاحوا
دخل المشفى للعلاج.. ورغم كل المحاولات محمد لايطيب جسده وكيف يشفي وقد حرق بمادة الفوسفور التي حولت جسده لخارطة حمراء لاتعرف لها إلا القليل من التفاصيل
كلما خرجنا من عملية نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من فشلها بعد حين فخبرتنا معه أصبحت تقول لايخدعكم المنظر فإن الحرق سيعود من جديد
معاناة محمد مزقت قلوبنا شاب في عمر الثامنة عشر تحول لشبه هيكل عظمي
تملأ التشوهات جسده كله
دموعه كانت أكثر من كلامه لولا تدخل فريق الدعم النفسي
عام كامل وأكثر قضاها على سرير المرض بقرار من عدو غاشم لاتعرف الرحمة طريقها إلى قلبه
فاطمة عبود
- التصنيف: