كذبت ثمود بطغواها
أبو الهيثم محمد درويش
{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)} [الشمس]
- التصنيفات: التفسير -
{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} :
كذبت ثمود إذ طغت وتعدت حدودها وتكبرت على رسولها, إذ انبعث أشقاهم لعقر الناقة التي جعلها الله لهم آية على صدق رسوله عليه السلام إذ انفلقت عنها صخرة عظيمة, ثم أنعم الله عليهم بالكفاية من لبنها لتعمهم النعمة فكفروا النعمة وحاربوا المنعم, فحذرهم رسولهم فلم يحذروا ولم يرعووا, فعقروا الناقة وكذبوا الرسول فحقت عليهم العقوبة, أخذتهم الصيحة من فوقهم والرجفة من تحتهم فأصبحوا في مساكنهم جاثمين على ركبهم هلكى جميعاً بعد أن عمت العقوبة الجميع والله قاهر قادر لا يوقفه شيء ولا يقترب منه خوف.
قال تعالى:
{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)} [الشمس]
قال السعدي في تفسيره:
{ { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا } } أي: بسبب طغيانها وترفعها عن الحق، وعتوها على رسل الله
{ {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا } } أي: أشقى القبيلة، [وهو] " قدار بن سالف " لعقرها حين اتفقوا على ذلك، وأمروه فأتمر لهم.
{ {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ } } صالح عليه السلام محذرًا: { نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا } أي: احذروا عقر ناقة الله، التي جعلها لكم آية عظيمة، ولا تقابلوا نعمة الله عليكم بسقي لبنها أن تعقروها، فكذبوا نبيهم صالحًا.
{ {فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ} } أي: دمر عليهم وعمهم بعقابه، وأرسل عليهم الصيحة من فوقهم، والرجفة من تحتهم، فأصبحوا جاثمين على ركبهم، لا تجد منهم داعيًا ولا مجيبا.
{ { فَسَوَّاهَا} } عليهم أي: سوى بينهم بالعقوبة
{ { وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا } } أي: تبعتها.
وكيف يخاف من هو قاهر، لا يخرج عن قهره وتصرفه مخلوق، الحكيم في كل ما قضاه وشرعه؟
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن