لاتكن إمعه
قال الفضيل بن عياض : اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين
إنها رسالة إلى متبع كل ناعق انظر من تتبع خشية أن يجمع الله بينك وبينه يوم القيامة فلا تلومن وقتها إلا نفسك ، فقد ظهر فى مجتمعنا إلاسلامى فى الفترة الأخيرة انُاس يعشقون التبعية ليس لهم هوية لا تعرف من هم ؟وما هى مبادئهم فى الحياة ؟أم أنهم ليس لهم مبادئ فضلوا الطريق بتبعيتهم للباطل والنتيجة أن تبرأء الباطل منهم ومن تبعيتهم
ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يحذر أمته منهم بقوله: «لا تكونوا إمَّعَة تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا» [رواه الترمذي وحسنه الألبانى] .
وإننا إذا تأملنا نجد أن هذه الصفة موجودة منذ عصر النبوة فما رفض المشركين الاستسلام لأمر الله وقبول الحق إلا لأنهم اتبعوا أقوامهم على باطل كما أخبرنا عنهم القرآن إذ يقول تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ} [سورة البقرة 170]
وما أفسد فتياتنا وشبابنا بشتى أنواع الإنحراف إلا التبعية لأفكار غربية تأتى بما يخالف تعاليم الإسلام وما ذلك الانسياق إلا نتيجه عدم الارتباط بعقيدة راسخة فيسهل عليهم الإنسياق وراء كل ناعق
وليس هذا فقط ولكن تخبرنا الآيات عمن اتبعوا روؤسائهم و مديريهم على ضلالة وقد غلبهم روؤساؤهم بنفوذهم وسلطانهم فاتبعوهم اتباع مصالح مشتركة انظروا كيف تبرأوا منكم أيها المتبعون يوم القيامة وكيف أنك أيها المتبع تتمنى لو تُرد إليك روحك مرة أخرى فتتبرأ منهم فى الدنيا قبل الآخرة إذ يقول تعالى :"
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ 166 وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } [167 البقرة ]
ويكفيك أن تعرف لماذا جمع الله بين المنافقين والكفار فى نار جهنم لعدم ثبات المنافقين على مبدأ مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء " ، بل الشيطان نفسه سيتبرأ من كل من اتبعه كما أخبرنا القرآن إذ يقول الله تعالى { كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (16) فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (17) } [سورة الحشر]
فانظر وا كم مرة اتبعتم الشيطان فى موضة أو علاقات محرمة أو مخالفة لأمر الله عامة فتخلى عنك فى الدنيا قبل الآخرة وكم مرة اتبعت المولى عزوجل ونفذت شرعه من حجاب أو صلاة أو تقرب إلى الله بأى صورة إلأ وكان معك حيثما كنت حفظك فى مالك وفى نفسك وفرج كربك.
وعلى الجانب الآخر نجد انُاساً عاشوا بمبادئهم وثبتوا عليها ودفعوا ثمن هذا من حياتهم , ها هو موقف نبينا الكريم فى رفضه اتباع قومه عندما كلمه عمه فى أن يرجع عن أمر الدعوة قال :" «والله يا عمى لو وضعوا الشمس عن يمينى والقمر عن يسارى على أن أرجع عن هذا الأمر ما رجعت عنه أبدا » "
ونجد أيضا موقف الفتية أصحاب الكهف كيف أنهم رفضوا تبعية قومهم على ما هم فيه من الباطل ورأوا أن هداية الله أحب إليهم من قومهم وفروا بدينهم فاستحقوا أن يخلدوا فى كتاب الله إلى يوم القيامة .
ولا يكون الشخص إمعة الا نتيجة لمؤثرات خارجية مثل الوالدين فإذا سألت الشاب أو الفتاة لماذا دخلت هذة الكلية تقول لأنها إرادة والدي أو والدتي ولماذا تعمل فى هذة الوظيفة لأن أبى كان يعمل فى هذه الشركة ليس لأنها إرادته هو فهذا النموذج الإمعة فى الحياة يسير وفق إرادة الناس ليس من أصحاب القرار كما قال وليم جيمس ما أتعس الذين جعلوا التبعية هى سبيلهم الوحيد الذى لا يعرفون غيره.
إذا أردت ان تعرف هل أنت من هؤلاء أم لا اسأل نفسك هذة الأسئلة كم مرة اتخذت قرار فى حياتى ؟
هل لى رأى مستقل بين أهلى واصدقائى ؟هل لى أفكار ومبادئ تختلف عن الآخرين ؟ولكى يتخلص الشخص الإمعة من هذه الصفة عليه تدريب النفس على اتخاذ القرار والثبات على المبدأ فيما لا يخالف شرع الله.
و أن يكون ذا ثقة بنفسه، وذا عزيمة لا يُشتّتها تردّد ولا استحياء واختيار الصحبة الصالحة التى تعين على الحق وكما قال الفضيل بن عياض : اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين
ولنعرف أن الإسلام لا يدعو إلى الذوبان فى الآخر وانطماث شخصية المسلم وإلا لما كانت بصمة الإصبع مختلفة من شخص إلى أخر إلا لأنك مختلف عن الآخر ولك دور فى الحياة مختلف أويكمل الآخر
كن بنفسك ...... بإسلامك عزيز .. متمسك به.
تُحسن عندما يسيئ الناس و تفسد أخلاقهم .
واعلم أنه بتفردك وعدم تبعيتك للباطل ستكون قدوة لغيرك على الطريق لنشر الخير والاخلاق الفاضلة .
- التصنيف: