لا تُخبروا أبي وأمي...!
أسماء محمد لبيب
شُيوعُ المدرسةِ التربويةِ والنفسيةِ الغربية، وهَجْرُ المدرسةِ الإسلامية، ساهما في انحرافِنا أكثرَ عن سبيلِ خيرِ القرون.. فبرَزَتْ مشكلاتٌ تربويةٌ ونفسيةٌ عميقةٌ أسَّسَتْ لظاهرةِ جُموحِ المراهقين.
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة -
ضجة كبيرة في المتجر، رجالٌ يمسكون بفتاةٍ يتهمونها بالسرقة.. يتزاحم الناس.. صاحت سيدة: اتركوها!.. ثم اقتربَتْ من الفتاةِ وقالت: أعطيني رقمَ والدِكِ لنجدتكِ! فَصَرَخَتْ مَفزُوعَةً: لا..! لا تخبروا والِدَيّ.. سيقتلاني! فسأَلَتْها: فَمَن! إذًا؟ هل من صديق نطلبه؟.. أجابتْ:نعم.. أخبري خالي.. دقائق، وكان الخالُ "الصديقُ" يُؤْوِى الفتاةَ إليه.. أخبرَه البائعُ أنها جاءت مع شاب، يزعمان شراءَ هاتِفٍ، واستأذنه الشابُ أن يُجربَه خارجَ المتجر لاختبار جودة الشبكة والصوت، ثم..... اختفى!... أعطاهم الخالُ ثمنَ الهاتف وانصرفا.. واتَّضَح لاحقًا أن ذلك الشاب قد تعرَّفَ عليها مُؤخّرًا ووعدها بالزواج، وَلكيّ يُثبتَ "جديَّتَه" وَعَدَها بـ"هاتف" ثمينٍ كهدية، ثم اتضح أنه يستغلُ الفتياتِ في هكذا سرقات...!
الشاهد من الكلام: ((لا تخبروا والِدَيَّ.. سيقتلاني.. أخبري خالي..))
إنه الأمان... أساس العلاقات المثمرة، ومُسَكِّنُ الاضطراباتِ الجامحة، ومرفأ التَّوْبِ والأَوْب، وجامعُ القلوبِ والعقولِ..
يُلَخِّصُه الدعاءُ المُوسَوِيّ: {اجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي* كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً* وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً}
الآيات فيها السند، المشاركة، الاحتواء، الصُّحبة، الدَّعم، التواصي بالحق والصبر، الحب، الإكبار، الأمان. وتلك من مفاتيح أقفالِ الأبناء، ومن المكابح الوقائية والعلاجية لجُمُوحِهم وتمرُّدِهِم، لاسِيَّما المراهقين، وخاصةً الفتياتُ الزهراوتُ ريحاناتُ القلوبِ..
في نقاط: نرفعُ الواقعَ، ونَرصُدُ أسبابَه، ونطرحُ العلاجَ..
=الواقع=
-"المراهقة" ليست مصطلحًا غربيًا قبيحًا كما يُشاع، إنما مُصطَلحٌ عَرَبِيٌّ مذكورةٌ مشتقاتُه في القرآن، وهو مِن (رَاهَقَ الصَّبِيُ، أي: قارَبَ على البلوغ).. لكنه صار مُصطَلحًا سَيئ السمعةِ بسبب سوءِ تعريفِ خصائص المراهَقةِ ومتطلباتِها بشكلٍ أظهرَ المراهقَ كوحشٍ جامحٍ خارجَ السيطرة، والأسرةَ عاجزةً جازعةً أمام جُموحِه...!
-في حين تتداخلُ "المراهقة" مع مرحلةِ "الطفولة المتأخرة" قبلها، ومرحلةِ "الشباب" بعدها.. فكونُها بين نَقِيضَيْن وطَرَفَيْن -طفولة وشباب- جعلها تَحوِي خليطًا من كليهما رغم أنفِ المراهِقِين أنفسهم، فبدت كالبحرِ المضطربِ حِينًا والهاديءِ حِينًا..
فتحتاجُ لقبطانٍ حاذقٍ، مُمسِكٍ بدفةِ المدرسةِ التربويةِ القرآنيةِ والنبويةِ بمهارة، مسُتعينًا بالله..
=الأسباب=
-شُيوعُ المدرسةِ التربويةِ والنفسيةِ الغربية، وهَجْرُ المدرسةِ الإسلامية، ساهما في انحرافِنا أكثرَ عن سبيلِ خيرِ القرون.. فبرَزَتْ مشكلاتٌ تربويةٌ ونفسيةٌ عميقةٌ أسَّسَتْ لظاهرةِ جُموحِ المراهقين.
تفصيل للأسباب:
*أسبابٌ معرفية: جهلُ الأبناء بمكانةِ الوالدين وحقوقِهما.. أو جهلُ الوالدين بحقوقِ الأبناء وخصائص واحتياجات المراهقة ومُشكلاتِها وحلولِها.
* أسبابٌ شرعية: كُفرُ الوالدين أو أحدِهما أو فُسوقُه عَلَنًا.. ولا نُسوِّغُ بذلك عقوقَهما ولكن: كيف يُطالِبُ فاسِقٌ وَلَدَه بالرُّشْد؟!
* أسبابٌ إيمانية: عدم رضى بالحالةِ الاجتماعية أو الاقتصادية ونحو ذلك.
* أسبابٌ أخلاقية: حُب الظهور، الغرور، الكِبر، سُوء الخُلُق، الرُّعُونة، الأنانية، التصلب.
* أسبابٌ بيئية (القدوات): جموحُ الوالدين أنفسِهم مع آبائهم، أو جموحُ أصدقاءِ المراهقين مع آبائهم وضعف الآباء عن علاج ذلك وظهور ذلك أمام المراهق، أو سقوطُ الآباء أنفسهم كقدوات، أو عُلُو صوت الإعلامُ وما يُسَوِّغُهُ من معاملةِ الأهلِ بندِّيَّةٍ والاستقلالِ عنهم وكَسْرِ هَيبَةِ الدِّينِ والقُدوات، وإثارةِ الشهواتِ، والترويجِ للعنف والتَّمَرُّد...
* أسبابٌ اجتماعية: تواضعُ المستوى الاجتماعي، أو ارتفاعُه بشكل فيه إفسادٍ تربَوِي..وربما انغلاقُ الأهلِ عن التواصل مع الناس وانعزالهم اجتماعيًا لسبب أو لآخر..
*أسبابٌ نفسيةٌ سلوكية: اندفاعية مَرَضِية (pathological impulsivity) مع عجز المراهق عن التحكم بها، تُصاحِبُ اضطراباتِ التوتُر والقلقِ (Anxiety & Stress disorders)، وتَظهَرُ بوضوحٍ مع اضطرابِ الشخصية الحدية (Borderline personality disorder)/*2
* أسبابٌ وراثية/ عضوية: خللٌ عُضويٌّ لم يُعرَضْ على مُختَصّ تعديل سلوك وعلمِ نفسٍ إدراكي، وربما خللٌ في الغُدَد، أو خلفيات وراثية (استعداد عَصَبي)..
* أسبابٌ رقابية: غيابُ الرقابةِ الأُسَريَّة والمجتمعية بشكل عام..
* أسبابٌ من خصائص المرحلة: يجد المراهقون أنهم قد صاروا أكبرَ وأقوى وبالتالي أقدرَ على التحدي والتدافعِ مع التيارِ المُعاكِسِ لأهوائهم، ويُقابَلُ ذلك باستنكارٍ ومُمَانَعَةٍ من الأهلِ أحيانًا بغَيرِ رُشْد فيزيد الطينَ بلةً..
* أسبابٌ نفسيةٌ عامّة.. وفيها تفصيل:
-عدمُ الشعورِ بالحرية.. ويكون ثمرةً لعواملَ، منها:
1.كثرةُ الأوامر بدون وجود علاقةٍ أُسَرية متينة، فيشعر المراهقون بالتضييقِ وأنهم آلةٌ تتلقَّى الأمرَ لتنفِّذ..
2.الإكراهُ الدائمُ، وقلةُ مساحاتِ الحريةِ الشخصيةِ لهم في المُباحات.
-عدم الشعور بالأمان.. ويكونُ ثمرةً لعدمِ التعاملِ بالصدق، العدل، الاحترام، اللين، الرحمة، التقدير، العفو..
أمثلة:
1.عدمُ إنصافِهم من أنفسنا خاصَّةَ {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ}
2.التفرقةُ في المعاملة بين الإخوة وكثرةُ المقارَنات غير الموضوعية ولا التنافسية.
3.الفُجْرُ في الخُصُومَةِ وغِلظةُ النقدِ وقسوتُه وشدةُ التقريعِ على أبسط الأخطاء، وصعوبة العفو عن زلاتهم..
4.الحرمانُ من الميراث أو الحقوق عامّةً.
5.التجسسُ وتوجيهُ التهمِ مباشرةً والتحقيقُ معهم بطريقةٍ بوليسية.
6.عدمُ التقديرِ لمحاولاتِ التزكِّي والتَحَسُّن.
7.التَّهَكُمُ عليهم مما يسبِّبُ شعورًا بالنَّقصِ واهتزازِ الثقة..
8.كثرة الحمايةُ والتدليلُ بإسراف..
9.تحميلُهم ما لا يُطيقُون..
10.تكرارُ الإذلالِ بأخطاءِ الماضي..
-اكتئابٌ أو ضغوطٌ: سواء نفسية أو دراسية أو أسرية أو اجتماعية أو مادية ونحو ذلك..
-عدمُ الشعور بالحب: لا بسمات.. لا أحضان.. لا عطف.. لا ابتهاج معها ولا ترحيب بمجيئها.. لا اهتمام بما يهمها..
-عدمُ الشعور بالانتماء للأسرة: شعورٌ بوحشةٍ داخليةٍ رغم الضجيج في الخارج..!
-عدمُ الشعور بالاحتواء، سواء:
1-للطاقات: تريد الفتاةُ مثلا أخذَ دوراتِ تطريز أو تزيين الكعك أو الخط العربي مثلا أو حلقات للقرآن، أو تريد كتبًا جديدة لتقرأها، أو ممارسة الرياضة مثلا والترويح عن النفس بلا مخالفة لشرع الله، أو يريد الفتى استقبال أصحابه في البيت أو الخروج معهم في رحلة مدرسية أو معسكر مثلا.... فيُقالُ لهم دومًا: "لا.. ممنوع!".
2-للمشاعر: كلامُهم عن الحُب يُقابَلُ بالزَّجرِ والتعنيفِ والتهديد..
3-للتطلعات: كلامُهم عن اختيارِ الكلية أو الزواجِ المبكرِ مثلا يُقابَلُ بسُخريةٍ أو تسلُّط أو تعنيف.
4-للتقلبات المزاجية والانفعالية والنفسية للمراهَقة: فتقابلُ كافَّةً بجملةِ "كفى نكدًا! كفى إزعاجًا"، لاسيما فيما يَخُصُّ التغيراتِ الهرمونيةِ للفتيات في تلك المرحلة وما يصاحبها من استعدادٍ عصبِيٍّ وتوترٍ لا إرادي وتَخَبُّطٍ وتَناقُض..
5-لاحتياجات المرحلة عامَّةً..
وأمثالُ ذلك مما يؤزُّ الأبناءَ على العُقوق، وكما قِيل: "عَقَقْتَ وَلَدَكَ قبل أن يَعُقَّكَ!".. ولا نُسوِّغ بهذا الكلام للعقوقِ مطلقًا، وإنما نَرفَعُ واقعًا لنعالِجَه.
= وقايةٌ وعلاجٌ، بعدَ إخلاص النيةِ لله والدعاء=
1-الكفُّ عن ترديد أدبياتِ المراهَقةِ الغربيةِ الحديثةِ -التربويَّة والنفسيَّة- واستبدالُها بالمَدرسةِ الإسلامية..
2-الاهتمامُ بالمرحلةِ السابقةِ للمُراهَقة.. وكما قيل: ((ويَنشأُ ناشيءُ الفتيانِ مِنّاعلى ما كانَ عَوّدَهُ أبُوه)).. فإن أُهْمِلَتْ فالجُهدُ حَتمًا سيكونُ أكبرَ بعدَها.. لكن، ما لا يُدرَكُ كلُّه لا يُترَكُ كُلُّه، ودَومًا هناك فرصةٌ لبدايةٍ جديدة..
3-التنشئةُ على الإيمان وحُسنِ الخُلُقِ ومَعرِفةِ حُقوقِ العبوديةِ لله عز وجل وحَقِّ الوالدين { {أن اشْكُر لِي وَلِوَالِدَيكَ إليَّ الْمَصِيرُ} }
والشفافيةُ والأمانةُ معهم في التوجيهِ لذلك، فما يكونُ شَرعًا نقولُ "حرام أو حلال"، وما يكون رأيًا نقول "هذا رأيٌ لا شرع، ونصيحتي كذا، ولكم الخيارُ بعد استخارةِ الله".. || والنقطتان معًا بمثابةِ الأساسات التي يرتفعُ عليها البنيانُ مُستقيمًا بإذن ربِّه -لذا لم أَفْصِلهما- وبِهِما تزولُ جُلّ مشكلاتِ الأسبابِ الإيمانيةِ والمعرفيةِ والأخلاقية...
4-تنميةُ المعرفةِ لدى الوالدين بخصائص كل مرحلةٍ عُمريةٍ واحتياجاتِها ومشكلاتِها وعلاجاتِها على ضَوءِ القرآنِ والسُّنة -خاصَّةً خصائص النموِّ الانفعالي ومظاهره، وتوعيةُ الأبناء المراهقين بهم كذلك، من خلالِ حواراتٍ يغشاها الوُدُّ والإكبارُ والإنصافُ والصدقُ والاحتواءُ والإصغاءُ واللينُ والهدوءُ والعطف والتقدير، والأدلةُ المُحكمةُ شَرعًا وحِسًّا وعَقلا، وبهذا تزولُ جُلُّ مشكلاتِ الأسبابِ النفسِية..
5-عدمُ الإصرارِ على انصياعِ الأبناءِ فَورًا للنُّصح.. والصوابُ: أحيانًا نُفْحِمُ بالحُجَّةِ، وأحيانًا نَسقِي ثُمَّ نتولَّى إلى الظِّل..!
6-توجيهُ واستغلالُ الجُموح الإيجابي، وعدم تمكِينهم من الانتصارِ بجُمُوحِهمُ الخاطيء المشوب بسوء الأدب والرعونة وقلة الرشد.
7-فتحُ مساحاتِ تواصلٍ اجتماعيٍّ راشدٍ مع أهلِ الرأيِ والصلاحِ والأُلفة، وعدمُ تضييقِ الدائرةِ الاجتماعيةِ لفَرطِ الخوفِ على الأبناء.
8-الاهتمامُ بالقناعاتِ الفكرية للمراهقين، إذ يترتبُ عليها السلوكُ.. فنُعَلِّمُهُم مَهَاراتِ وأُصُولَ النقدِ الذَّاتِيّ للخطأ: كعدمِ قبولِ المُقَدِّماتِ الفاسدة، وعدمِ قبولِ دَعوَى بلا دليلَ أو بدليلٍ لا يصح، والتدقيقِ في علاقةِ التلازُمِ بينَ الأمورِ دَومًا.... إلى آخِرِ الأصولِ التي تَبنِي عقليةُ ناقدةً فاحصةً مُحَصّنةً ضد الشُّبُهات، تُمَيِّزُ بين المُشتبَهات ولا تقبلُ ولا تُمَرِّرُ إلا الحق.. لكن لابد من وجود التقوى أولًا لدى المراهقين لتفعيلِ تلك العقلية الناقدة، ثم لتصويبِ الخطأ في النهاية بعدَ نقدِه، وهذا يكون ثمرةَ التربيةِ الإيمانية المذكورة آنفًا..
9-تفنيدُ دوافعِ الجُموحِ وحلُها بالحوار، واستشارةُ أهل الأمانةِ والخبرةِ والاختصاص -خاصَّة الدوافع النفسية- وتفنيد ما إن كان الحل يحتاج لعلاج دوائي، بجانب العلاج الكلامي بجلسات العلاج المعرفي السلوكي(CBT) في حالةِ "اضطراب التوتر والقلق"، أو جلساتِ العلاج الجدلي السلوكي (DBT) في حالة "اضطراب الشخصية الحدية"/*2
10-محاوطة أبنائنا المراهقين بصحبةٍ صالحةٍ يَسهُلُ التواصلُ والتناصحُ مع أهلِهم في تعزيزِ المُشتَرَكاتِ التربويةِ القَوِيمة بيننا وحسن متابعتهم عن كثب برشد..
11-شغلُ فراغهم بإنجازاتٍ رُوحِيةٍ ومَهارِيةٍ ومَعرِفِيةٍ واجتماعيةٍ وعقليةٍ ورياضية..
12-غرسُ الشعورِ بالكفاءةِ والثقةِ والأهليةِ للخيرِ والنجاح، وبأنهم قد أصبحوا أعضاءَ فاعِلِين في الأسرةِ يشاركون في القراراتِ والمَهام، مع إعطائهم المساحاتِ لإثباتِ الذات، فينزلُ المراهقُ من أحلامِ اليقظةِ خاصَّتِه، وينغمسُ في واقعِه الذي أصبحَ جَذَّابًا، فتقِلّ دفاعاتُه الشرسةُ عن مساحتِه السحابيةِ الحالمة التي يعتقدُ دَومًا أن هناك حربًا أُسَرِيةٍ لنزعِها منه..
13-عدمُ التركيز فقط على الترهِيبِ من مرحلِة التكليف، بل إخبارُهم بأنهم كما زادت واجباتُهم زادت كذلك حقوقُهم ومُوجِباتُ إكبارِهم، وأن تكليفَهم يَعنِي وصولهم لنضجٍ عقليٍ ونفسيٍ وبدنيٍّ يؤهلُهم لتَحَمُّلِ نتيجةِ أفعالِهم واختياراتِهم ولخوضِ غمارِ الحياةِ بقوةٍ ورشدٍ أكبر.
14-الاتفاقُ معهم على قوانين أسرية أساسية لا هوادةَ فيها، وقوانينَ أُخرى فرعيةٍ فيها مساحاتِ تَجَاوُزٍ وتغافل حَسْبَ الحاجَة..
15-توحيدُ توجيهاتِ الوالدَينِ أمام الأبناء والحرصُ على عَدَمِ التناقُضِ فيها..
16-احترامُ اختياراتهم وميلهم لبعض الأصدقاء ممّن دُونَ مُستوَى الصُّحبةِ المَطلوب، مع الاتفاقِ على شروطِ اختيارِ الأصدقاءِ وبالأدلة الشرعيةِ والعقلية، على أن يكون من بينها: أن يكون هو العنصر المؤثرُ إيجابيًا في أصدقائه وليس هم من يؤثرون فيه سلبيًا، ومتابعة تحقق ذلك الشرط وكل الشروط دوريَا بشكل عملي تطبيقي..
17-صيانةُ سرَّهُم.. وعدم فضحهم..
18-مصاحَبَتُهُم ومُمازَحَتُهم ومشاركتُهم في أفكارهم وشكوكهم ولعبهم وطموحاتهم.
19-إسباغ العطفِ، بالكلمةِ والتربيتةِ والضمةِ والقبلةِ والهديةِ والإطراءِ والدعاءِ –سرًا أو جهرًا في وجوههم- وترخيمِ الاسمِ والترحيبِ بهم عند قدومهم.. ولنا في النبي ﷺ خير أسوة هنا، حيث كان يقوم لفاطمة ويُقبِّلُها ويُجلسُها عن يمينه، وذلك غَيضٌ من فيضُ مدرستِه التربوية القويمة والتي لا يتسعُ المقالُ لحصر أركانها العطرةِ كلها..
20-التغافُل..!
21-إشباعُ الأمان.. إن الدعاءُ عليهِم أو إهانتُهم ولو ((مرةً واحدة)) يَطعَنُ الأمانَ ويدفعُ للجُموحِ والتَّمَرد..
22-إبرازُ القُدواتِ الجَذابة في محيطهم، وزرعُ الولاء داخلهم للمجتمعِ المسلمِ الصالحِ الناجح، واجتنابُ غير ذلك من مصادر المحيطِ الخارجي، سواء أهل/ أصدقاء/ إعلام، مع نقدها والتنفير منها للتوعية بشَرِّها.
وختامًا.. إِنْ عليكَ إلا البلاغ، وليس عليكَ هُداهُم ولكنَّ اللهَ يَهدِي مَن يشاء.. إنما عليك السَّقْيُ، وليس عليك الثمرةُ، مَعذرةً إلى ربكم ولعلَّهُم يتقون.. والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا، وإن الله لمعَ المحسنين.. فسددوا وقاربوا... وأبشروا..
الهوامش بالأحمر:
1*طه 29-34
2* https://islamqa.info/ar/answers/270306
3*النساء135
4*لقمان14