من لم يؤمن بالقدر لم يتهن بعيش
{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
من جميل ما قاله بعض الأئمة المتقدمين " من لم يؤمن بالقدر لم يتهن بعيش "
وبالفعل فإن من استرسل مع أخبار الكوارث المتلاحقة ، وتحذيرات الطقس والسيول المتوقعة ، والأوبئة المنتشرة ، والأزمات العالمية التي تلوح في الأفق : أصابه القلق والهلع ، وأحاطت به الظنون من كل جانب ، وتكدرت معيشته ، وخاف على نفسه وأهله ، وتوقع الأسوأ دائما .
أما أسعد الناس حالا ، وأطيبهم عيشا ، وأهنأهم بالا ، فهو من جمع بين اتباع الأمر الشرعي بالأخذ بالأسباب قدر الإمكان ، ولزوم الحذر ، وتجنب مواضع الهلاك .
ثم مع بذل الوسع في الأخذ بالأسباب ، فقد رسخ في يقينه أن ما قدره الله فهو كائن لا محالة ، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأن الله لا يقضي لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيرا له ، ومن ثم فقد سلم أمره لربه ، وفوض إليه تدبير الأحوال كلها، واسترسل مع مجاري الأقدار ، وسكن معها ، فلم يصبه الهلع ، ولم يفسد حاله القلق والتوجس المبالغ فيه .
ونصب عينيه دائما هذه الآيات من كتاب الله تعالى :
" {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } "
" { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ . لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } "
" {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} "
- التصنيف: