كورونا: سوط عذاب ونذير مبين
الأخبار العلمية حول فيروس كورونا مخيفة، والبلاء يخطف حياة الكثيرين فى العالم الغربى فى بلاد ظن الناس انهم عندهم التقدم الطبى المعالج لكل داء وبه يستطيعون منع البلاء
الأخبار العلمية حول فيروس كورونا مخيفة، والبلاء يخطف حياة الكثيرين فى العالم الغربى فى بلاد ظن الناس انهم عندهم التقدم الطبى المعالج لكل داء وبه يستطيعون منع البلاء
أقوى الدول تسليحا وعلما أمريكا، روسيا، الصين، إنجلترا، إيطاليا، اسبانيا، الهند ألمانيا عاجزة أمام فيروس صغير لايرى بالعين المجردة(سبحان الله الملك) ومن اللافت انهم يملكون أسلحة رهيبة تدمر مدنا وبلادا تماما وتقتل الملايين بصواريخ عن بعد آلاف الكيلومترات ولكنهم عاجزين تماما أمام فيروس ينتشر بينهم فى كل مكان ولايستطيعون قتله بطلقة رصاص واحدة وهم الذين قتلوا الملايين فى أفغانستان والعراق وسوريا وتركستان وليبيا وغيرها من بلاد المسلمين ما الذى اعجزهم حتى أصبحوا مشلولين تماما؟
إنه الله مالك الملك {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} ولكن ماديتهم وشعورهم بقوتهم اطغاهم واعماهم فلا يبالون ولا يفهمون أقصى تدينهم طقوس شكلية شركية فى كنائسهم ثم يكفرون ليل نهار فى حياتهم بالرب الواحد الأحد يعبدون مالهم وقوتهم وقوانينهم وشهواتهم وتبعهم تبعية عمياء وعمالة حكاما لبلاد المسلمين امهلهم مالك الملك فطغوا فى البلاد واكثروا فيها الفساد واستحلوا المحرمات وقد انذرهم الصالحون فبغوا عليهم {وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ} وزاد طغيانهم جميعا {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَاب}.
بلاء وعذاب عجزوا بكل قوتهم التى عصفت بكل قوة أمامهم أن يمنعوا بلاء فيروس صغير ففتك بهم انظر لتفسير الصب قال المفسرون {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ} الصب قريب من الإمطار، استعمل الصب لاقتضائه السرعة في النزول على المضروب، وللإيذان بشدته وكثرته ووفرته واستمراره واستحالة رده.
قارن ذلك بما يحدث من فيروس كورونا فى العالم كأنه المطر ينزل ولايتوقف فى البلاد ولاسبيل لمنعه {سَوْطَ عَذَابٍ} خص السوط فاستعير للعذاب، لأنه يقتضي من التكرار والترداد ما لا يقتضيه السيف ولا غيره.
وكان الحسن إذا أتى على هذه الآية قال: إن الله تعالى عنده أسواط كثيرة، فأخذهم بسوط منها أما الشعوب المسلمة الغارقة فى الضعف والغفلة كأن هذا الفيروس يصرخ فيهم فى غفلتهم ونومهم وضياعهم بقول الحق: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} قال الإمام الطبري رحمه الله : " يقول تعالى ذكره : فاهربوا أيها الناس من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به، واتباع أمره، والعمل بطاعته {إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ}
يقول: إني لكم من الله نذير أنذركم عقابه، وأخوّفكم عذابه الذي أحلَّه بهؤلاء الأمم الذين قصّ عليكم قصصهم، والذي هو مذيقهم في الآخرة . وقوله : ( مُبِينٌ ) يقول : يبين لكم نذارته "
اللهم عافنا واغفر لنا وتب علينا واهدنا ويسر الهدى لنا .
- التصنيف:
- المصدر:
Xnn
منذ