لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف
أبو الهيثم محمد درويش
{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)} [قريش]
- التصنيفات: التفسير -
{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2)} :
رد الله تعالى كيد أصحاب الفيل حفاظاً على الحرم وأهله خاصة وأن محمداً صلى الله عليه وسلم كان حملاً في بطن أمه في عام الفيل, وهذه الحادثة زادت من تعظيم العرب للحرم وأهل الحرم, وحافظ الله لهم على أمنهم وتجارتهم إلى الشام وإلى اليمن.
وأمرهم أن يعبدوه لا يشركوا به شيئاً ويصدقوا رسوله الكريم الذي أرسله برسالة التوحيد الخالص لله رب العالمين الذي كفاهم مؤونة الطعام كما كفاهم شر الخوف والفزع فأمن لهم طعامهم وضمن لهم أمنهم كرامة للبيت وللنبي الذي يعظم البيت صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى:
{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)} [قريش]
قال السعدي في تفسيره:
قال كثير من المفسرين: إن الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها أي: فعلنا ما فعلنا بأصحاب الفيل لأجل قريش وأمنهم، واستقامة مصالحهم، وانتظام رحلتهم في الشتاء لليمن، والصيف للشام، لأجل التجارة والمكاسب.
فأهلك الله من أرادهم بسوء، وعظم أمر الحرم وأهله في قلوب العرب، حتى احترموهم، ولم يعترضوا لهم في أي: سفر أرادوا، ولهذا أمرهم الله بالشكر، فقال: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ } أي: ليوحدوه ويخلصوا له العبادة.
{الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} فرغد الرزق والأمن من المخاوف، من أكبر النعم الدنيوية، الموجبة لشكر الله تعالى.
فلك اللهم الحمد والشكر على نعمك الظاهرة والباطنة، وخص الله بالربوبية البيت لفضله وشرفه، وإلا فهو رب كل شيء..
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن