إنا أعطيناك الكوثر
أبو الهيثم محمد درويش
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) } [الكوثر]
- التصنيفات: التفسير -
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} :
يبشر تعالى رسوله العظيم صلى الله عليه وسلم بأنه أعطاه نهر الكوثر في الجنة , وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه :
«ماؤُهُ أبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، ورِيحُهُ أطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وكِيزانُهُ كَنُجُومِ السَّماءِ، مَن شَرِبَ مِنْها فلا يَظْمَأُ أبَداً» . [رواه البخاري]
لذا أمره سبحانه بالصلاة التي تتضمن خضوع القلب والجوارح كما أمره بالنحر والهدي والذي يتضمن إخراج المال والإحسان إلى الخلق, فتضمن شكر نعمة الكوثر إحسان إلى الخالق وإحسان إلى الخلق.
وطمأنه سبحانه بامتداد ذكره وأثره في العالمين وأن مبغضه هو من سينقطع خيره وأثره وذكره.
قال تعالى:
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) } [الكوثر]
قال السعدي في تفسيره:
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ممتنا عليه: { {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} } أي: الخير الكثير، والفضل الغزير، الذي من جملته، ما يعطيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، من النهر الذي يقال له { { الكوثر } } ومن الحوض
طوله شهر، وعرضه شهر، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته كنجوم السماء في كثرتها واستنارتها، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا.
ولما ذكر منته عليه، أمره بشكرها فقال: { {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } } خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات.
ولأن الصلاة تتضمن الخضوع [في] القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به.
{ { إِنَّ شَانِئَكَ} } أي: مبغضك وذامك ومنتقصك { {هُوَ الْأَبْتَرُ }} أي: المقطوع من كل خير، مقطوع العمل، مقطوع الذكر.
وأما محمد صلى الله عليه وسلم، فهو الكامل حقًا، الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق، من رفع الذكر، وكثرة الأنصار، والأتباع صلى الله عليه وسلم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن