قل هو من عند أنفسكم..

منذ 2020-04-27

ومن حكمة ذلك التدافع بين الحق والباطل: تباين وتمايز صفوف المؤمنين عن صفوف المنافقين؛ لأنه " {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}

لماذا لا ننتصر نحن المسلمون في كل معاركنا؟ ألسنا أولى بالنصر ممن احتلوا أرضنا ومقدساتنا؟

قد يُسائل المؤمن نفسه هذه الأسئلة عند حلول الهزائم! والأجدر بالمؤمن أن يَسأل مثلما سأل الصحابة بعد معركة أحد: "أنّى هذا؟" فمخالفة الرماة لأمر نبينا الكريم، لم تكن حادثة فردية، وقعت وانتهت، لكنّها درس لكل جيل. والجواب: " {قل هو من عند أنفسكم} "

فبعض الناس يتوهم انتصار الحق على الباطل لمجرد أننا مسلمون فقط! لكنّ الحقّ ينتصر وفق سنن الله الكونية، وشريطة جهاد أصحابه لتحقيقه! فلو شاء الله لانتصر للحق دون حاجة إلى جهاد المؤمنين! لكنّ سنة الله وحكمته تقتضي تدافع الحق والباطل، ليلقى كل فريق جزاءه بما عمل!

ومن حكمة ذلك التدافع بين الحق والباطل: تباين وتمايز صفوف المؤمنين عن صفوف المنافقين؛ لأنه " {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب} "، حتى إن التعبير القرآني خالف بين المؤمنين والمنافقين والكافرين في صيغ وصفهم؛ فقال: و" {ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين} "، " {وليعلم المؤمنين، وليعلم الذين نافقوا} "، ولم يقل: وليعلم المنافقين! والعلم هنا، يعني التمييز والإظهار.

ولو كان النصر مضمونا لمن زعم الإيمان، دون جهاد، لَزَعمه كل أحد! ولَتساوى المؤمن والمنافق، لكنّ صدق الإيمان لا يتحقق إلا بعد اختبار وتمحيص، وبعد مدافعة الباطل، واحتمال أذاه، ومجاهدة أهله، ومكابدة سطوته!

ومن حكمة ذلك التدافع بين الحق والباطل: تربية المؤمنين، وتزكيتهم، وعلاج أخطائهم: " {إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا} "، حتى يصلوا إلى درجة: " {وكأيّ من نبي قاتل معه ربيون كثير، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا. والله يحب الصابرين} ."

هاني مراد

  • 5
  • 1
  • 3,458

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً