هل صح عن النبي حديث زوال كورونا في شهر مايو؟
ردا على حاكم المطيري.. هل صح عن النبي حديث زوال كورونا في شهر مايو المقبل؟
نشرت صفحة منسوبة للدكتور حاكم المطيري على الفيس بوك البوست التالي:
يتوقع خبراء الأوبئة والأطباء تراجع وباء كورونا في شهر مايو وهذا موافق لقول النبي ﷺ - كما في مسند أحمد بإسناد حسن - (ما طلع النجم صباحا قط، وبقوم عاهة، إلا رفعت عنهم أو خفت) وفي رواية (إذا طلعت الثريا صباحا رفعت العاهة عن أهل البلد). وقد وجد علماء الإسلام بالاستقراء والتتبع والرصد لتواريخ الأوبئة أن عامتها ترتفع أو تخف بهذا التاريخ ١٢ أيار /مايو كما ذكره الطحاوي في (مشكل الآثار) وابن عبد البر في (التمهيد) والحافظ ابن حجر في (بذل الماعون) والمناوي في (التيسير شرح الجامع الصغير).
وقد أرسله لي أحد الأخوة طالبا تعليقي عليه فكتبت عليه التعليق التالي:
لقد بحثت هذا الحديث بحثا سريعا فوجدت روايات الحديث كالتالي:
فى الجامع الكبير للسيوطي بتحقيق ونشر مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف برقم 2168 (عن أبي هريرة قال (ص): "إِذَا طَلعت الثُريِّا أمِنَ الزَّرْعُ مِنَ العاهَةِ" و عزاه للطبراني في الصغير وقال إن السيوطي رمز له بالضعف فى الجامع الصغير).
و في الجامع الكبير برقم 2166 عن (أبي هريرة أيضا "إذا طلعَ النّجْمُ ارتفعتْ العاهةُ عن كلِّ بلدٍ". وعزاه لأحمد وعلق المحققون عليه: "وفي رواية أبي داود عن أبي هريرة مرفوعًا "إذا طلع النجم صباحًا رفعت العاهة عن كل بلد" وفي رواية "رفعت العاهة عن الثمار") ، وأورد الألباني هذه الرواية في سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم 397 وقال: "أخرجه الإمام محمد بن الحسن في " كتاب الآثار" و وكذا الطبراني في "المعجم الصغير" وفي "الأوسط" وحكم عليه بالضعف، وقال الألباني: وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا حنيفة رحمه الله على جلالته في الفقه قد ضعفه من جهة حفظه البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن عدي، وغيرهم من أئمة الحديث، نعم قد تابعه عسل بن سفيان عن عطاء لكنه ضعيف أيضا وخالفه في لفظه فقال: إذا طلع النجم ذا صباح، رفعت العاهة، أخرجه أحمد والطحاوي في "المشكل" والطبراني في "الأوسط" أيضا، والعقيلي في "الضعفاء" وقال: عسل بن سفيان في حديثه وهم، قال البخاري: فيه نظر، ولا يخفى وجه الاختلاف بين اللفظين، فالأول أطلق الطلوع وقيد الرفع بـ عن كل بلد، وهذا عكسه فإنه قيد الطلوع بـ ذا صباح، وأطلق الرفع فلم يقيده بالقيد المذكور، وهذا الاختلاف مع ضعف المختلفين يمنع من تقوية الحديث كما لا يخفى على الماهر بهذا العلم الشريف. "أ.هـ بتصرف من سلسلة الأحاديث الضعيفة.
وبرقم 18945 في الجامع الكبير "مَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا قَطُّ وَبِقَوْمٍ عَاهَةٌ إلا وَرُفِعَتْ عَنْهُمْ أَوْ خَفت" رواه أحمد عن أَبي هريرة وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير برقم 5096.
وفي مسند أحمد بتحقيق شعيب الأرناؤط برقم 9039 (حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا قَطُّ، وَتَقُومُ عَاهَةٌ، إِلَّا رُفِعَتْ عَنْهُمْ أَوْ خَفَّتْ" وعلق شعيب الأرناؤط عليه قائلا: "حديث حسن، عسل بن سفيان -وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم).
وفي المعجم الأوسط للطبراني برقم 1305 (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: نا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: نا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنِ السَّلِيلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا قَطُّ، وَبِقَوْمٍ عَاهَةٌ إِلَّا رُفِعَتْ عَنْهُمْ» لَمْ يَدْخُلْ أَحَدٌ مِمَّنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عِسْلِ بَيْنَ عِسْلٍ، وَعَطَاءٍ السَّلِيلِ إِلَّا وُهَيْبٌ، وَلَا عَنْ وُهَيْبٍ وَلَا حَرَمِيٍّ، تَفَرَّدَ بِهِ: الْجَرَّاحُ).
وفي مسند أحمد برقم 8476 (حدثنا أبو سعيد، ثنا وُهَيْب، ثنا عسل بن سفيان عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا طلع النجم ذا صباح رفعت العاهة") وعلق عليه العلامة أحمد شاكر قائلا: "إسناده ضعيف، لضعف عسل بن سفيان وروى السيوطي في الجامع الصغير: "إذا طلعت الثريا أمن الزرع من العاهة" رواه الطبراني في الصغير عن أبي هريرة، وأشار السيوطي إلى أنه حديث ضعيف".
والخلاصة أن الحديث وإن كان حسنه العلامة شعيب الأرناؤط فإن ثلاثة من أكابر علماء الحديث قد ضعفوه وهم السيوطي وأحمد شاكر والألباني، فضلا عن أن الحديث كما هو واضح فيه خلافات عديدة في ألفاظه مما يمنع تقويته بتعدد طرقه وهي طرق كلها ضعيفة مختلفة المعنى، مع تأكيدنا انه حديث ضعيف وسنده غريب.
- التصنيف: