أفضل أربعة أعمال تعملها في رمضان فيها أعظم الأجر
أبو حاتم سعيد القاضي
فاجتهد في الدعاء أيها الصائم، فدعاؤك وأنت صائم مجاب إن شاء الله، ودعاؤك عند فطرك مجاب إن شاء الله، فادع بما تشاء من أمور الدنيا والآخرة، تقبل الله منا دعواتنا، وأهمنا حسن الدعاء.
- التصنيفات: ملفات شهر رمضان -
شهر رمضان موسم الطاعات، فيه يجتهد أهل الصلاح في عبادة ربهم، ويشمرون عن ساعد الجد. وقد أخرج الشيخان عن ابن عباس قال: « «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناسِ، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان» ..».
والأعمال الصالحة كثيرة ومتنوعة ولله الحمد، لكنها تتفاوت في فضلها وعظم أجرها، والذكي يحرص على أفضل الأعمال وأعظمها ثوابا، وأنا أذكر لك يا أخي أفضل ٤ أعمال في رمضان إن شاء الله، فلا تفرط فيها يرحمك الله.
١- قيام الليل:
في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه» ».
فتقوم ليالي رمضان إيمانا باستحباب قيامها، واحتسابا للأجر والثواب من عند الله. ومن رحمة الله أنك إذا قمت الليل بركعتين فقد دخلت في أجر هذا الحديث، فلا يلزم أن تصلي إحدى عشرة ركعة، بل لو صليت ركعتين فقط بعد العشاء بنية قيام الليل فقد حزت ذلك الفضل العظيم، لكن احرص على أن تقوم كل ليالي رمضان، فل تفوت أي ليلة، ولو بركعتين، فإن تيسر لك فزد في قيام الليل وفقك الله.
٢- قراءة القرآن:
فرمضان شهر القرآن، فاجتهد فيه في قراءة القرآن ومدارسته وتعلمه، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الشيخان عن ابن عباس قال: « «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناسِ، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان حين يلقاه جبريلُ، وكان يلقاه في كلِّ ليلةٍ من رمضان فيُدارِسُه القرآنَ، فلرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودَ بالخير من الريح المرسلة» ».
قال الله تعالى: { {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ} } [البقرة : 185].
٣- إطعام الطعام:
فاجتهد قدر استطاعتك في إطعام المساكين، وإفطار الصائمين، فقد أخرج أحمد وغيره بسند صحيح عن زيد بن خالد الجُهنِي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " «من فطَّر صائمًا كُتب له مثلُ أجرِه لا يَنقُص من أجره شيءٌ» ". وفي لفظ: " «من غير أن يُنقِصَ من أجر الصائمِ شيئًا» ".
٤- الدعاء:
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن دعاءَ الصائم مجاب، وقد وردت روايات مختلفة لهذه الأحاديث، ففي بعضها أن دعاء الصائم مجاب حتى يفطر، وفي بعضها أن له دعوة مجابة، وفي بعضها أن له دعوة مجابة عند فطره.
أخرج أحمد بسند صحيح عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد - هو شك، يعني الأعمش -، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " « إن لله عتقاء في كل يومٍ وليلةٍ، لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مستجابةٌ» ".
وقد أخرجه الترمذي وابن ماجة مطولا، وأوله: قال: " «إذا كانت أول ليلةٍ من رمضان، صُفِّدتِ الشياطينُ» ..".
وأخرج أحمد وغيره بسند فيه ضعف عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: " «ثلاثة لا تُرَدُّ دعوتُهم: الإمامُ العادل، والصائمُ حتى يفطر، ودعوةُ المظلوم» "، وفي لفظ ابن حبان: " «والصائمُ حين يفطرُ» ". وللحديث شواهد.
وأخرج ابن ماجة بسند حسن عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " «إن للصائم عند فطرِه لدعوةٌ ما تُرَدُّ» ". قال ابن أبي مليكة: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللهم إني أسألك برحمتِك التي وسعت كلَّ شيء أن تغفر لي.
وفي رواية للطيالسي: فكان عبد الله ابن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو وهو صائم إذا أفطر، فأخرج أبو داود بسند حسن عن مروان بن سالم المقفع قال: رأيتُ ابنَ عمر يقبضُ على لحيتِه فيقطَع ما زاد على الكفِّ، وقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أفطر قال: " «ذهب الظمأُ، وابتلَّتِ العروقُ، وثبت الأجرُ إن شاء الله» ".
فاجتهد في الدعاء أيها الصائم، فدعاؤك وأنت صائم مجاب إن شاء الله، ودعاؤك عند فطرك مجاب إن شاء الله، فادع بما تشاء من أمور الدنيا والآخرة، تقبل الله منا دعواتنا، وأهمنا حسن الدعاء.