إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى

منذ 2020-05-26

يعني استمر وداوم ولا تنقطع فتكن كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا .. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ..


أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلي الله عليه وسلم إن نعم الله تعالي علي ابن آدم لا تعد ولا تحصي ..

نعمة السمعِ نعمة البصرِ نعمة البيان نعمة الجَنَانِ نعمة الإسلامِ وكفي بها نعمة ..

قلت ومن أجل نعم الله تعالي علينا نعمة الهداية .. نعمة الهداية إلي العمل الصالح..

أن يحقق الله تعالي آمآلك وأن يستجيب الله رجائك وأن يحقق الله لك ما ترجو وما تسأل وأن يشرح الله صدرك لطاعته وأن يثبت الله قلبك علي دينه هذا وربي من أجل نعم الله تعالي علينا..

{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}

قبل وقت قريب أيها المؤمنون
كانت دعواتنا اللهم بارك لنا في رجب اللهم بارك لنا في شعبان اللهم بلغنا رمضان كانت دعواتنا وآمالنا اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا ..

فحقق الله آمالنا واستجاب الله دعواتنا وجاءنا رمضان وبُلغنا رمضان وسُلِّمنا لرمضان وسُلم رمضانُ لنا وبفضل الله تعالي هُدينا في رمضان إلي الصيام فصمنا وهدينا إلي القيام فقمنا وكتبت لنا الهداية إلي القرآن والصدقة وخيرات..

أسأل العظيم رب العرش الكريم أن يتسلمها منا متقبلة

أيها الإخوة الكرام ..
واجب المؤمن بعد الفراغ من الصيام والقيام ومن أي عمل صالح أن يُقر بفضل الله تعالي عليه وأن يشتغل بشكر الله تعالي وبهذا أمرنا ربنا سبحانه في سائر أعمالنا وهذا الأمر أوضح ما يكون في ختام آية الصيام..

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}

هذه الآية ماذا تقول ؟؟
هذه الآية تقول لمن أتم الله تعالي نعمة الصيام والقيام حُق لقلبك أن يطير فرحا فقل الله أكبر قل الحمد لله قل الشكر لله (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

أي عمل صالح أنت في الدنيا تعمله هو أولا وأخيرا توفيق من الله تعالي هو هداية من الله هو فتح من الله وفي صحيح السنة بعد كل صلاة نقول اللهم أعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فصلاتنا وصيامنا وصدقاتنا وسائر أعمالنا سألناها ربنا بصدق فأذن الله لنا فيها وشرح صدورنا لها..

ألستم أيها المؤمنون في كل ركعة من ركعات الصلاة تقرؤون {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} ؟

ربنا سبحانه يشترط لصحة صلاتنا أن نقرأ في كل ركعة  {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ

وفي حديث النبي عليه الصلاة والسلام  «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» عن سورة الحمد لله رب العالمين الله تعالي يقول « «قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى ، وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) قَالَ اللَّهُ حَمِدَنِى عَبْدِى. وَإِذَا قَالَ (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) قَالَ الله أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِى. وَإِذَا قَالَ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قَالَ الله مَجَّدَنِى عَبْدِى أَوْ قَالَ فَوَّضَ إِلَىَّ عَبْدِى. وَإِذَا قَالَ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قَالَ الله هَذِهِ بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) قال الله هَذَا لِعَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ» .

مع كل ركعة ومع كل صلاة أنا أدعو ربي أنا أسأل الله أن يهدني وأن يأخذ بناصيتي إليه أخذ الكرام عليه {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}

مع كل ركعة أنا أدعو ربي أن يأخذ بناصيتي إليه أخذ الكرام عليه ومع كل صلاة أنا أسأل الله أن يهدني لأحسن الأخلاق ولأحسن الأعمال فلا يهدي إليها إلا الله فهو وحده الهادي هو وحده الفتاح هو وحده المعطي وهو وحده الوهاب وفي التنزيل الحكيم {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }

هذا المعني فهمه الصحابة رضوان الله تعالي عليهم حتي أثر عنهم قولهم اللهم لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا.

فالحمد لله رب العالمين أن أتم علينا نعمة الصيام الحمد لله أن أتم علينا نعمة القيام الحمد لله أن سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا فيا رب كرما وإنعاما وإحسانا يا رب تسلمه منا متقبلا وبلغنا إياه سنوات عديدة وأزمان مديدة..

غاية ما نرجوه أيها المؤمنون أن يديم الله تعالي علينا نعمة الهداية إلي الصالحات نأمل ونرجو من الله الثبات فلا ننقطع عن الصيام ولا عن القيام بعد رمضان ولا ننقطع عن طهارة القلب ولا عن نظافة اللسان بعد رمضان فخير الأعمال ما داوم عليها صاحبها ولو كانت قليلة كما أكدت ذلك أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام..

ليست القضية أن تصوم وأن تقوم شهرا وإنما البطولة والتفوق والتألق أن تثبت وتداوم

«مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بالْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ الأَنْصَارِيِّ فَقَالَ لَهُ يَا حَارِثُ كَيْفُ أَصْبَحْتَ ؟ قَالَ أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا فقَالَ عليه الصلاة والسلام يا حارث انْظُرْ مَا تَقُولُ إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ فَمَا حَقِيقَتُكَ ؟ قَالَ يا رسول الله قَدْ عَزَفَتِ نَفْسِي عن الدُّنْيَا فأَظْمَأْتُ نَهَارِي وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي وَكَأَنِّيَ أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا وَكَأَنِّيَ أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا وَكَأَنِّيَ أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغُونَ فِيهَا.. فقَالَ عليه الصلاة والسلام يَا حَارِثُ عَرَفْتَ فَالْزَمْ يَا حَارِثُ عَرَفْتَ فَالْزَمْ يَا حَارِثُ عَرَفْتَ فَالْزَمْ» .

يعني استمر وداوم ولا تنقطع فتكن كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا .. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ..

يا مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلي طاعتك وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا.....

محمد سيد حسين عبد الواحد

إمام وخطيب ومدرس أول.

  • 9
  • 2
  • 5,546

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً