ليس لها من دون الله كاشفة
أحمد قوشتي عبد الرحيم
مع تفشي فيروس كورونا في مصر، وكثرة المصابين به، وسقوط نظريات المؤامرة، أو أن مصر محروسة من الوباء لأنها مذكورة في القرآن، وشعبها لديه مناعة، وغير ذلك من الخزعبلات التي تم ترديدها بكثرة في الآونة الأخيرة، اذكر نفسي وإياك بعدد من الأمور.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ
مع تفشي فيروس كورونا في مصر، وكثرة المصابين به، وسقوط نظريات المؤامرة، أو أن مصر محروسة من الوباء لأنها مذكورة في القرآن، وشعبها لديه مناعة، وغير ذلك من الخزعبلات التي تم ترديدها بكثرة في الآونة الأخيرة، اذكر نفسي وإياك بعدد من الأمور: -
- الأخذ بأسباب الوقاية، والاحتياط ما أمكن، والمكث في البيت ما استطعت لذلك سبيلا، حتى لا تسبب في هلاك نفسك أو غيرك، وقد قال تعالى " وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا " وثمة نصائح كثيرة من الناحية الطبية متداولة بكثرة وكتبها المتخصصون يحسن الاستفادة منها.
- الهلع والوسوسة، والخوف المبالغ فيه، والقلق المرضي كل ذلك لا خير فيه، وهو ضار غير نافع، ولن يكون في ملك الله إلا ما شاء، وإذا كنت خائفا على حياتك وصحتك، أو مهموما بأمر الرزق وتحصيله، أو قلقا مما يخبئه المستقبل من أحداث، فتذكر أن كل شيء بقضاء الله وقدره، وقد قال تعالى (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن روح القدس نفث في روعي: أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب"
- اعلم أنه ما نزل ببلاء إلا بذنب، وما دفع ورفع إلا بتوبة، وقد قال تعالى " وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ " وقال تعالى " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "
- أعظم ما يستدفع به البلاء، وترفع به البأساء والضراء، ويذكر به الناس في أوقات الشدة، وحلول المصائب: - أن يستكين العباد لربهم، ويتضرعوا إليه، ويتذللوا له، ويرجعوا إليه، تائبين مستغفرين منيبين، متحللين من المظالم، وعازمين على الإنابة وحسن العمل. كما قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ. فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا)
- أما أشنع ما يفعله أحد عند نزول البلاء، ورؤية العبر، والنوازل العظام، فهو أن يقسو قلبه، ويتبلد حسه، فلا يتأثر ولا يتغير، ولا يحدث توبة ولا إنابة، بل يظن أنه حدث عابر، قد مر مثله عشرات، وحفل التاريخ بنظائره، ولسان حاله ومقاله: (قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ) وقد ذم الله تعالى هذا الصنف، فقال سبحانه (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يعْمَلُونَ) وقال تعالى (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ)
- هذه الأيام أيام توبة ورجوع إلى الله وتحلل من المظالم ورد الحقوق لأصحابها، وإني أعيذ نفسي وإياك بالله أن تنزل بنا هذه الشدائد، وتحيط بنا تلك المخاطر، فلا نتعظ، ولا نعتبر، ولا نتضرع، ولا نعود إلى الله، بل نبارزه بالعظائم، وننتهك محارمه في ذنوب الخلوات والجلوات، ونستمر على ما كنا عليه من تقصير وذنوب وليت شعري: إذا لم تسقنا تلك الشدائد إلى الله، وترجعنا إليه، فمتى الرجوع إذن؟
- من أعظم ما يطلبه العبد من ربه في كل وقت، ولا سيما في أوقات حلول البلاء، ونزول الشدائد: سؤال الله العفو والعافية، في الدين والدنيا، وفي النفس والأهل والمال.
- ذكر الله سبحانه، والاستعانة به، والتوكل عليه، والاستعاذة به: من أعظم ما يتسلح به العبد في مواجهة الشرور الظاهرة والباطنة، والآفات، والأمراض، والأوبئة، والجراثيم. ومن الأذكار العظيمة الكافيات الواقيات التي وردت في السنة، وينبغي تذكير الناس بها في هذه الأيام: عن أبي هريرة، أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة، قال: " أما لو قلت، حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك " وقال صلى الله عليه وسلم "إذا نزل أحدكم منزلا، فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه "