خصال كان ينبغي أن يكون المسلمون أحق بها وأهلها

منذ 2020-06-02

في صحيح مسلم قال المستورد القرشي، عند عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس» فقال له عمرو: أبصر ما تقول، قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالا أربعا:   إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك.

الصحابي الجليل عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أحد الشجعان الأفذاذ، ودهاة العرب الكبار، وقواد الإسلام العظام، ويضاف لذلك كله جانب عجيب سابق لعصره وزمنه وهو: النظرة الثاقبة للشعوب والأمم، والقدرة على تحليل خصائصها ووصفها، ومعرفة مكامن القوة والضعف فيها.
ومن أعجب تحليلاته - رضي الله عنه - ما وصف به الروم - وهو ما يصدق في زماننا على الغرب عموما أي أوروبا وأمريكا، حيث أشار لبعض صفاتهم التي تكفل لهم البقاء والاستمرارية، والقدرة على الاستفادة من الأخطاء، وتجديد الدورات الحضارية بعد كل انهيار يحصل.
 ففي صحيح مسلم قال المستورد القرشي، عند عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس» فقال له عمرو: أبصر ما تقول، قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالا أربعا: 
 إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك.
وقد تذكرت هذا الحديث وأنا أتابع ما يحدث في أمريكا الآن، حيث يمكنك أن تتكلم ما شئت عن العنصرية المقيتة، التي تغذيها الفلسفات والأفكار المكونة للشخصية الغربية، واستعلاء الرجل الغربي الأبيض على سائر الأعراق الأخرى، ويمكنك أن تتكلم عن تاريخهم الطويل في ظلم الشعوب الأخرى - لا سيما الإسلامية - وامتصاص ثرواتها، وبث الفتن والصراعات ليبقى تفوق الرجل الغربي والحضارة الغربية، وما فعلوه فينا قتلا وتخريبا لقرون عديدة منذ زمان الحروب الصليبية ومرورا بمرحلة الاستعمار الحديث وحتى يومنا هذا، ويمكنك أن تتكلم عن الهمجية المستترة، التي تغطيها قشرة خارجية من الحضارة والتمدن، تسقط عند أول اختبار أو فرصة للفوضى، فتشيع مظاهر السلب والنهب والتدمير التي تناقلتها وسائل الإعلام بالصوت والصورة.
لكنك مع ذلك كله لا يمكنك أن تغفل - ليس إعجابا أو انبهارا أو انهزاما نفسيا وعقدة نقص- وإنما تحسرا على خصال، كان ينبغي أن يكون المسلمون أحق بها وأهلها، ومنها ما ذكره عمرو رضي الله عنه: ولا سيما الخصلة الخامسة التي وصفها بأنها حسنة جميلة، وهي: أمنعهم من ظلم الملوك!
 

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 8
  • 2
  • 9,208

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً