التمييز العنصرى ظلم ولكن الأمريكان مفضوحين

منذ 2020-06-06

كل وقائع التمييز العنصري والظلم فى العالم كله نتيجة غياب دولة الإسلام التى تحكم بشريعة الرحمن فهى الملاذ الآمن لكل مظلوم ومضطهد فيها عاش بلال الحبشى بجانب صهيب الرومي وسلمان الفارسي وعمر القرشي فى مجتمع واحد لافرق بينهم.

التمييز العنصرى ظلم ولكن الأمريكان مفضوحين

الكل يتابع حالة الثورة العنيفة من الأمريكان السود ضد الإضطهاد العنصرى ضدهم وهى قضية قديمة لم تفلح كل محاولات إنهائها بالقوانين من التخلص منها في مجتمع متعدد الأعراق.

والولايات المتحدة الأمريكية أرست قواعد دولتها على الظلم فهي نشأت على التمييز العنصري فتم إبادة ملايين من السكان الأصليين من الهنود الحمر كي يعيش العنصر الأبيض وقد صدر قانون فى عام 1850 وكان ينص على حق الأمريكي الأبيض فى الحصول على مكافأة مجزية إذا قدم لأي مخفر شرطة بالولايات المتحدة "فروة رأس هندي".

وتم قتل ملايين من الأفارقة السود فى خطفهم من أفريقيا وترحيلهم إلى أمريكا كي يعملوا عبيدا عند البيض فى حقبة زمنية حدثت فيها مآسي تقشعر لها الأبدان.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل مارس العنصر الأبيض البروتستانتي العنصرية ضد الأعراق الأخرى من البيض الايرلندين والمهاجرين الأسبان وكل الأعراق وعلى رأسهم السود بالطبع الذين ظلت مشكلتهم قائمة رغم صدور ترسانة قوانين تمنع أى تمييز ضدهم ولكن القوانين لم تنجح فى زرع اخلاق داخل البيض.

ويرجع السبب الرئيسي لإندلاع ثورة السود الأخيرة إلى قتل شرطي ابيض لمواطن أمريكى اسود فاندلع تراكم الغضب من المظلومية الذى أججه الرئيس ترامب بالعنصرية ضد المهاجرين والمسلمين والسود أيضا بسخريته من الرئيس الأمريكي السابق أوباما.

التمييز العنصري: عرفته الاتفاقية الدولية للأمم المتحدة فى يناير 1969" أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفصيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الاثني ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها، على قدم المساواة، في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو في أي ميدان آخر من ميادين الحياة العامة."

و التمييز العنصرى موجود في كل مكان فى العالم حتى في أوربا التى تدعي التقدم وحقوق الإنسان يوجد تمييزا عنصريا ضد المهاجرين خاصة المسلمين.

والعنصرية في جميع العالم بطرق متنوعة ونسب متفاوتة فهي اشكالية اجتماعية قديمة في البشرية، وقد سبق الإسلام البشرية كلها منذ أربعة عشرة قرنا من الزمان فى النهي عن التمييز العنصري.

قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} قال ابن كثير : فجميع الناس فى الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء سواء ، وإنما يتفاضلون بالأمر الدينية، وهى طاعة الله ورسوله.

لكن المثير أنه حتى فى بلاد المسلمين يمارس فيها التمييز العنصرى بطرق متنوعة

مثال: نجد تمييز بعنصرية الإنتماء القبلي بينهم، وتمييز عنصري بالإنتماء لجنسية دولة ضد غيرهم من المسلمين من بلاد أخرى، وتمييز عنصري بالإنتماء إلى مؤسسات سيادية ضد غيرهم من المواطنين، وحتى بعض الجماعات والأحزاب الإسلامية التي تحفظ الحديث (دعوها فإنها منتنة) تجد عندهم تمييز عنصريا ضد غيرهم.

وإسلامنا عالج تلك المشكلة و نهى عن الظلم و التمييز فى الحقوق بين الناس جميعا منذ أربعة عشرة قرنا من الزمان قبل أن تعرف أوربا والغرب ذلك منذ قرن فقط.

فمنذ أربعة عشرة قرنا من الزمان قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم».

الخطاب للناس والبشرية جميعا أنه لايوجد فى الإسلام تفرقة بسبب منصب أو عرق أو نسب أو قبيلة أو مال أو جاه أو انتماء لأرض أو وطن أو لون الناس كلهم سواسية وإن اكرمكم عند الله اتقاكم.

وحقيقة التمييز العنصري هو الكبر الذى فسره النبى صلى الله عليه وسلم فقال «الكبر: بطر الحقِّ وغمط النّاس».

ويبقى: إن ثورة السود في امريكا هى انفجار كبت لمظلوم يبحث عن حريته وحقه الضائع فضح عنصرية النظام الأمريكى وفضح كل دعوات التقدم ولم ينجح اكل البيتزا ولا الغطرسة بالقوة ولا الأفلام فى منع ظهور فضيحة الخراب القيمي للمجتمع الأمريكى.

وأخيرا: كل وقائع التمييز العنصري والظلم فى العالم كله نتيجة غياب دولة الإسلام التى تحكم بشريعة الرحمن فهى الملاذ الآمن لكل مظلوم ومضطهد فيها عاش بلال الحبشى بجانب صهيب الرومي وسلمان الفارسي وعمر القرشي فى مجتمع واحد لافرق بينهم.

لقد غاب عن العالم باب الحاكم المسلم الذى كان مكتوبا على بابه (مأوى كل مظلوم) فانتشر الظلم وانفجر كبت المظلومين.

  • 11
  • 0
  • 4,520

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً