سنن منزلية ...!
حمزة بن فايع الفتحي
يُستحب إحياء المنزل وتنويره بالصلوات والذكر ومكارم الأخلاق، التي صح فعلها عن المختار صلى الله عليه وسلم، لا سيما أوقات الخلوات والانعزال الإجباري من جراء هذا الوباء، عافانا الله وإياكم..
- التصنيفات: فقه العبادات -
• وفي هديهِ الأسمى أمانُ أحبةٍ... وترياقُ إنسانٍ وعيشُ كرامِ...!
• يُستحب إحياء المنزل وتنويره بالصلوات والذكر ومكارم الأخلاق، التي صح فعلها عن المختار صلى الله عليه وسلم، لا سيما أوقات الخلوات والانعزال الإجباري من جراء هذا الوباء، عافانا الله وإياكم.. وثمة سنن نذكر أنفسنا بها، ويستطاب إشهارها هذه الأيام والله المستعان.
١- صلاة الضحى أربع ركعات: عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ، لَا تُعْجِزْنِي مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ فِي أَوَّلِ نَهَارِكَ ؛ أَكْفِكَ آخِرَهُ». رواه أبو داود وهو صحيح.
٢- قراءة سورة البقرة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ ؛ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ». رواه مسلم. وفي ذلك إحلال للبركة ، وإشاعة الذكر، وطرد للشيطان.
٣- مصلَّى البيوت: فقد صح حديث " أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ ".
وقال لعِتبان بن مالك رضي الله عنه: «أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ لَكَ مِنْ بَيْتِكَ»؟!. وفيه دليل على استحباب موضع للصلاة في المنزل يجتمعون وينشط بعضهم بعضًا، كمثل هذه الظروف العصيبة.
٤- ذكرُ الدخول: صح في الحديث: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ؛ قَالَ الشَّيْطَانُ: لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ؛ قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ. وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ؛ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ» رواه مسلم.
والسنة: الاستئذان وإفشاء السلام، وطرق الباب برفق ولو بين الحُجر، حفظا للعورات، قال تعالى: «فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً» [سورة النور].
٥- فضل السواك: قال بعضهم: سئلت عَائِشَةَ رضي الله عنها: " بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ؟ قَالَتْ: بِالسِّوَاكِ " رواه مسلم.
٦- قيامُ الليل: قال تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} [سورة الذاريات]. وعند أبي داود والنسائي قال:«رحم الله رجُلًا قام مِن الليلِ فصلَّى، وأيقَظَ امرأتَه فصلَّتْ، فإنْ أبَتْ نضَحَ في وَجهِها الماءَ، رحِمَ اللهُ امرأةً قامتْ مِن الليلِ فصلَّتْ، وأيقَظتْ زَوجَها، فإنْ أبَى نضَحتْ في وَجهِه الماءَ». وهو إيقاظ لطيف حانٍ وليس فظًا غليظًا.
٧- الخيريةُ وحسن التعامل: قال عليه الصلاة والسلام: «خيرُكُم خيرُكُم لأهلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهلِي».
٨- الاجتماع الإيماني: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ، إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً».
٩- مداعبةُ الأطفال: عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس خُلقًا، وكان لي أخٌ يُقال له: أبو عُمير - أحسبه فَطِيمًا - وكان إذا جاء ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «يا أبا عُمير ما فعل النُّغير- أي طائر» (رواه البخاري) .
١٠- خدمة الذات: وعدم الاتكال على الآخرين كما قالت عائشة رضي الله عنها:" كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ-أي يفتشه-، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ ". رواه أحمد.
١١- خدمة أهل البيت: في الصحيح سئلت عائشة أم المؤمنين ما كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: " كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِي الخِدْمَةَ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ ".
١٢- توقير النعمة: بقلة النقد للمطعومات، قال أبو هريرة رضي الله عنه: " مَا عَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا قَطُّ ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ " أخرجاه.
١٣- الأمر والنهي: والعمل الإصلاحي في المنزل ، عن عائشة قالت:" قدمَ رسول الله من سفر وقد سترتُ بقِرامٍ- ستر رقيق- لي على سَهوة-أي صُفّة أو رف- لي فيها تماثيل ، فلما رآه رسول الله هتكه وقال: «أشدُّ الناس عذاباً يوم القيامة الذين يُضاهون بخلق الله»، قالت: فجعلناه وسادةً أو وسادتين )متفق عليه.
١٤- تعليمُ الأهل: كما في حديث جويرية رضي الله عنها وتطويلها في العبادة فقال لها: «لقد قلتُ بعدكِ أربع كلماتٍ ثلاث مرات ، لو وُزنت بما قلتِ منذ اليوم لوَزنتهن: سبحان الله وبحمده، عددَ خلقه ورضا نفسه ، وزنةَ عرشه ، ومدادَ كلماته» (المسند ومسلم).
١٥- ذكرُ الله المطلق: عَنْ أَبِي مُوسَى ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ». أخرجاه.
عمَر الله بيوتنا بذكره ومحبته، وكفانا شر الفتن والأسقام ، إنه جواد كريم.
١٦- الإصغاء لأحاديثهم: فقد استمع عليه الصلاة والسلام "لحديث أم زرع" في التوصيف النسوي لأخبار الأزواج ، وتواضع في ذلك وتودد، وقال لعائشة في ختامه: ( كنتُ لك كأبي زرع لأم زرع ) كما في الصحيحين. والله الموفق.