الإصلاح المتأنى
مازلت أؤكد أن العمل الصعب هو تغيير الشعوب، أما تغيير الحكومات فإنه يقع تلقائيا عندما تريد الشعوب ذلك!
ومازلت أؤكد أن العمل الصعب هو تغيير الشعوب، أما تغيير الحكومات فإنه يقع تلقائيا عندما تريد الشعوب ذلك!
إن علل أمتنا غليظة، وإذا لم ينشغل دعاة الإصلاح بعلاجها فبم يشتغلون؟.
هناك تقاليد انحدرت إلينا من ماض طويل، ما أنزل الله بها من سلطان، ثم جاءنا الاستعمار العسكرى والثقافى بتقاليد أخرى هى من مباذل الغرب وهناته، ربما كان محصنا ضدها أو قليل التشكى منها، لكنها لما جاءتنا كانت بالغة الضرر.
هذه التقاليد وتلك، اعوجت بفكرنا وسلوكنا على سواء، وأكاد أقول: إننا بهذا الاعوجاج نشبه بنى إسرائيل قبل أن يعاقبوا بأيام التيه! أو نشبههم عندما تمردوا على الوحى، ولعنوا على لسان داود وعيسى ابن مريم.
وما خلت الأمة على تطاول القرون من مذكر بالحق وداع إلى الخير!
والذى ألفت النظر إليه أن التغيير الحاسم لا يتم ارتجالا، ولا يتم بين عشية وضحاها، ويجب أن يتجرد له رجال لا يخافون فى الله لومة لائم،
ولا تخلع قلوبهم رهبة أو رغبة،
يمشون فى الطريق الطويل الذى سار فيه الأنبياء،
ولا يفكرون فى انقلابات عسكرية أو ثورات مسلحة،
إنما يفكرون فى الإصلاح المتأنى، والتغيير الذى جزم القرآن الكريم بنتائجه
قال تعالى {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
(الشيخ/ محمد الغزالي رحمه الله - الطريق من هنا)
- التصنيف:
- المصدر: