مع الحبيب صلى الله عليه وسلم - مقتل سَلاَّم بن أبي الحُقَيْق
فأمر مفرزة من خمسة من الأنصار بأداء المهمة واستطاع الصحابي الجليل عبد الله بن عتيك أن يحتال حتى يدخل الحصن ويقتل الرجل بذكاء حاد
مقتل سَلاَّم بن أبي الحُقَيْق
هو أحد أعداء الله من اليهود الذين خانوا عهد رسول الله وطعنوا الإسلام من موضع مأمن وكان الرجل من أشدهم عداوة وبغضاً للإسلام ورسول الإسلام وأكثر اليهود تحريشاً وتأليباً للكفار على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما كانت الأوس من قتلت كعب بن الأشرف اليهودي سارعت الخزرج في استئذان رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل سَلاَّم بن أبي الحُقَيْق فأمر مفرزة من خمسة من الأنصار بأداء المهمة واستطاع الصحابي الجليل عبد الله بن عتيك أن يحتال حتى يدخل الحصن ويقتل الرجل بذكاء حاد ثم يعود إلى أصحابه وانكسرت ساقه وهو يفر من الحصن فرقاها له رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأت.
قال المبارك فوري في الرحيق المختوم:
مقتل سَلاَّم بن أبي الحُقَيْق
كان سلام بن أبي الحقيق ـ وكنيته أبو رافع ـ من أكابر مجرمي اليهود الذين حزبوا الأحزاب ضد المسلمين، وأعانهم بالمؤن والأموال الكثيرة ، وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ المسلمون من أمر قريظة استأذنت الخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله. وكان قتل كعب بن الأشرف على أيدي رجال من الأوس، فرغبت الخزرج في إحراز فضيلة مثل فضيلتهم، فلذلك أسرعوا إلى هذا الاستئذان.
وأذن رسول الله في قتله ونهي عن قتل النساء والصبيان، فخرجت مفرزة قوامها خمسة رجال، كلهم من بني سلمة من الخزرج، قائدهم عبد الله بن عَتِيك.
خرجت هذه المفرزة، واتجهت نحو خيبر ؛ إذ كان هناك حصن أبي رافع، فلما دنوا منه، وقد غربت الشمس، وراح الناس بسرحهم، قال عبد الله بن عتيك لأصحابه: اجلسوا مكانكم، فإني منطلق ومتلطف للبواب، لعلى أن أدخل، فأقبل حتى دنا من الباب، ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجته، وقد دخل الناس، فهتف به البواب: يا عبد الله، إن كنت تريد أن تدخل فادخل، فإني أريد أن أغلق الباب.
قال عبد الله بن عَتِيك: فدخلت فكمنت، فلما دخل الناس أغلق الباب، ثم علق الأغاليق على وَدٍّ. قال: فقمت إلى الأقاليد فأخذتها، ففتحت الباب، وكان أبو رافع يسمر عنده، وكان في علإلى له، فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه، فجعلت كلما فتحت باباً أغلقت على من داخل. قلت: إن القوم لو نَذِروا بي لم يخلصوا إلى حتى أقتله، فانتهيت إليه، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، لا أدري أين هو من البيت. قلت: أبا رافع، قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهش، فما أغنيت شيئاً، وصاح، فخرجت من البيت، فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه، فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال: لأمك الويل، إن رجلاً في البيت ضربني قبل بالسيف. قال: فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله. ثم وضعت ضَبِيب السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب باباً باباً، حتى انتهيت إلى درجة له، فوضعت رجلي، وأنا أري أني قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة، فانكسرت ساقي، فعصبتها بعمامة، ثم انطلقت حتى جلست على الباب. فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته؟ فلما صاح الديك قام الناعي على السور، فقال: أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز، فانطلقت إلى أصحابي فقلت: النجاء، فقد قتل الله أبا رافع. فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثته فقال: (ابسط رجلك)، فبسطت رجلي فمسحها فكأنما لم أشتكها. أ هـ
#أبو_الهيثم
#مع_الحبيب
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: