الحج منافع وثمرات 1/3
محمد سيد حسين عبد الواحد
ذكر المفسرون انه لما نزل هذا الأمر على الخليل عليه السلام قال يا رب وكيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم؟ فقال له ربه يا إبراهيم ناد وعلينا البلاغ.
- التصنيفات: ملفات الحج وعيد الأضحي -
اما بعد فيقول رب العالمين سبحانه {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ}
وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال ( «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها الرجل ثلاثا ثم قال صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فما أمرتكم به فاتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فدعوه» )
أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذه الايام المباركة من كل عام تطيب المجالس بالحديث عن فريضة الحج الى بيت الله الحرام نسال الله تعالى ان يكتبها لكل مشتاق.. اللهم آمين.
تطيب المجالس بالحديث عن هذه الفريضة التى زرع الحكيم العليم سبحانه محبتها فى نفوس المسلمين..
( {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} )
لعل من أهم القواعد التى جاء الإسلام ليبرزها قضية (التوحيد) لله عز وجل والإخلاص له وحده لا شريك له..
من أجل ذلك بوّأ الله سبحانه وتعالى لسيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مكان البيت ثم أمره بأن يطهر البيت من الأصنام والأوثان التى كانت حوله فى ذلك الوقت..
( {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} )
ولقد استجاب الخليل إبراهيم عليه السلام لهذا النداء فرفع القواعد وبنى البيت كما أمره ربه وسال ربه القبول..
( {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} )
ثم أمره الله تعالى بأن ينادي فى الناس بالحج من أجل أن يحضر المسلمون من كل صوب وحدب؛ ليشهدوا ما فى الحج من الخير والمنافع تصيبهم فى دنياهم وأخراهم..
( {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} )..
ذكر المفسرون انه لما نزل هذا الأمر على الخليل عليه السلام قال يا رب وكيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم؟ فقال له ربه يا إبراهيم ناد وعلينا البلاغ.
فقام الخليل على مقامه وقيل على جبل أبي قُبَيس فقال يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه فيقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ صوت الخليل أرجاء الأرض وأسمَعَ مَن في الأرحام والأصلاب وأجابه كل شيء سمعه من حَجَر ومَدَر وشجر ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة وردد الجميع لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمه والملك لك لا شريك لك ".
ومنذ ذلك الحين والبيت الحرام لا ينقطع عنه الزوار ولا العمار ولا الحجاج.....
يتبع: الحج منافع وثمرات 2/3