شناعة الحسد
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: «دَبَّ إليكم داء الأمم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدِّين».
حقيقة الحسد أنه تمني زوال نعمة المحسود.
قال الإمام النووي: الحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبها، وهذا حرام بإجماع الأمة، مع النصوص الصحيحة.
ويقول الجاحظ: هو التألم بما يراه الإنسان لغيره، وما يجده من الفضائل، وهو خُلقٌ مكروهٌ وقبيحٌ بكل أحد.
ولو لم يكن في الحسد إلا ما يقوم بقلب الحاسد من الاعتراض على الله في قضائه وقدره، لكفى به قبحاً، فكيف وقد ندد الله بالحَسَدة فقال جلَّ وعلا: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ} [النساء: 54].
يا حاسداً لي على نعمتي أتدري على من أسأتَ الأدب
أسأتَ على الله في حكمه لأنك لـم ترضَ لي ما وَهَب
فأخزاك ربي بأن زادنـي وسدَّ عليك وجـوه الطلب
وحسب الحاسد أن يعلم أن الحسد من أخصِّ صفات اليهود، وأنه الصفة التي اتصف بها إبليس، وحملته على عصيان أمر الله بالسجود لأبينا آدم عليه السلام، فإن الشيطان لما رأى تكريم الله لآدم حسده على هذه النعمة، فتكبر وأبى السجود له، فطرد من الجنة.
ومما يبين شناعة الحسد أيضاً: أن الحاسد يبقى في قلقٍ نفسيٍّ واضطرابٍ روحيٍّ كلما علم بخيرٍ أو نعمة حلَّت بالمحسود، فلا تزال نفسه في سَفَال، حتى ينشأ عنده كُرهُ إنعام الله على كثيرٍ من الناس.
كما أنَّ السُّنَّة قد حفلت ببيان شناعة الحسد ووضَّحت حرمته، ومن ذلك:
ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «...ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً».
وروى أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» "أو قال: "العشب".
وفي جامع الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «دَبَّ إليكم داء الأمم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدِّين».
- التصنيف: