فنونُ اعتياد القراءة...!
حمزة بن فايع الفتحي
تحتاجُ في كثير من الأحيان، لا سيما في المنطقة العربية، وقد تراجع فيها الطوفان القرائي، وقصّرنا في وعي المنهج القرآني، والاستهلال التنزيلي ( اقرأ )، أن تتعلم أساليب وفنون تحملك على اعتياد القراءة، ومحبة الاطلاع، واستلذاذ حدائق الكتب، وأن تعتبر الكتاب أوفى الأصدقاء، وخيرَ السمار...!
- التصنيفات: تربية النفس - تزكية النفس -
• تحتاجُ في كثير من الأحيان، لا سيما في المنطقة العربية، وقد تراجع فيها الطوفان القرائي، وقصّرنا في وعي المنهج القرآني، والاستهلال التنزيلي ( اقرأ )، أن تتعلم أساليب وفنون تحملك على اعتياد القراءة، ومحبة الاطلاع، واستلذاذ حدائق الكتب، وأن تعتبر الكتاب أوفى الأصدقاء، وخيرَ السمار...!
• بحيث تُصبح القراءة ( عادة يومية ) وزادا متبعا، وطعامًا متجددًا، وطعاما لا غنى عنه، فترتبط بحياته، وتخالط أنفاسه، وتبيت من جدوله وشؤونه، يحب المعارف، ويلتمس الكتب، ويأنس بالفوائد.
• ومما يعينُ على ذلك: استشعار شرف العلاقة بالكتب وسحرها وحلاوتها.
• البدءُ بكتب التسالي والترويح : كقصص، ونوادر، وألغاز، ومسابقات، وطرائف، وأشعار...!
• وإذا اعتبرتها ( حياة الروح ) ولطفه، ودفأه وغذاءه، سارعت فيها، وقاتلتَ من أجلها، وبات امتلاك الكتاب النادر والثمين، أزهى من الدراهم والريالات..!
• حلقةُ الاستكشاف السريعة: حيث تجمّع الكتب وتحلقها عليك، " كالطوق الجميل " وتبدأ في استعراضها سريعا، من أولها لآخرها، مخططا بالقلم...!
• كتابُ الدقائق المعدودات : مما يسهل الحدث، ويهوّن الخَطب على المرء فلا يستثقل، ولا يخالطه الملل..!
• تحفّظ معلومة كلَّ يوم: لا سيما من كتب المعلومات والثقافات العامة، والتي تزخر بالنوادر والفوائد والنفائس، والفرائد والجواهر..!
• جالسِ القراء: وزُر العلماء، وافرح بالمعارض الثقافية، ولو متفرجًا، أو مستطلعًا.. المهم أن تقدح زناد التعلم والتثقف. فهم من الندماء الذين لا يمل حديثهم، نسأل الله من فضله.
• كتاب الزميل والقراءة الجماعية: مما يعين ويشجع، ويحمل العاقل الراغب على الصبر والمصابرة. وفي زمان ( السوشل ميديا ) تسهلت الأمور، واتصل البعداء، وبات بالإمكان التفاعل والتعلم بلا مشاق ومتعبة، ومن خلال منصات إلكترونية..!
• كنوز الكتب الصوتية: التي تغذّي العقل، وتملأ الروح بمواعظ غير مباشرة، ودون جهد عضلي وتمنحه لذةَ الاستماع والاستمتاع الثقافي، وهي من مِنح الباري علينا هذه الأيام، حيث سُجلت مصنفات، وصار الأئمة والحفاظ والمفكرون في (النت) نعيش أقلامهم صوتا منقولا مزخرفا فلله الحمد والمنة..!
• سناءُ السعادة لديك: اجعله مربوطا بالكتاب ومطالعته، كلحظات الجلوس مع الزملاء، أو ساعات الشاي والقهوة، أو سهرات الترفه والنتزه.
• تباعد عن الكتب الطويلة، والمجلدات الضخمة، والثقلاء، ولصوص الوقت، والصوارف التقنية.
• خلطُ المجالس بفوائد : في وقتها ومناسبتها، ولحظات الاستشهاد بها، بحيث يشتاق الجميع، وتستشترف لها النفوس، وتستطعمها الأرواح...!
• تُجعل في المتناول : لا تُرمى بعيدا، ولا تعلو بها رفًا، ولا تصعد بها سقفا، فتكون قرب أنسنا وشرابنا وأحاديثنا...!
• حكّمها في الحوارات : واستدع كنوزها، واطلب جواهرها، بحيث تُبتغى عند الاختلاف، وتلتمس عند النزاع، فتكون فيصلًا بين المختلفين، وبرهانا عند المتحاورين، فتسمو قيمة العلم، وتعظم سمعته ومكانته...!
• الاستثمار التقني اللذيذ: فكما تتلذذ بالتصفح العام، والدردشات الرائعة، فاقرأ فوائد، وحمل مقالات، واستخلص كتبًا، وحرر نفائسها، وعش معاني التعلم والتثقف، فإنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم...!
• ميولك الذاتية: لابد وأن لك علمًا محببًا، أو فنًا مطيّبًا، أو بابًا مميزًا، فانصَب له بلا تردد، واستعد له بلا تراخ، وعش له دهرك الطويل، وزمنك الذاهب... وبعدها ستُفتح لك الآفاق والأبواب والقصور، فقارئ اليوم، قائد الغد وسيده وأميره...!
• القراءةُ في المجامع: وأماكن لقاءات الناس، شريطةَ حملان الكتاب، وجعله في الأيدي على الدوام، وحينها ستُدعى إلى فتحه واستخراج عجائبه وفوائده...!
• تلخيصاتك المهمة: وتعاليقك الرائعة، والتي تهز القلم فيها كالسيف، وتلونه كالتاج، وتنيره كالمصباح.. اعتمدها مهما كانت الظروف، وائتنا جميعًا بفوائد محبّرة، ونتائج محرّرة، قد حشّيتها على طُرة الكتيب، وملأتَ بها داره ومناحيه... فهي لا تنسى مع مرور الأيام، ولها انطباع في النفوس، والله الموفق.