ضريبة الهجرة 2-2
وسمعوا القرآن منه غضا طريا وقرؤه بين يديه وتعلموا الحلال والحرام وتعلموا القضاء وتعلموا الفرائض علي يديه وتفقهوا في الدين بحضرته عليه الصلاة والسلام
كان للهجرة ضريبة دفعها رسول الله ودفعها المسلمون
لله وابتغاء مرضاة الله..
دفعوها عن طيب نفس من غربتهم من أموالهم من دمائهم فاستحقوا من الله تعالي المدح والحب والثناء والرضا في مواضع شتي من القرآن الكريم ولعل من أوضحها قوله سبحانه:
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}
وفي قوله {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
إذا كانت للهجرة ضريبة دفعها المسلمون من دمائهم ومن أموالهم...
فإنه كان للهجرة مكاسب كثيرة نالها رسول الله ونالها الذين هاجروا معه..
من هذه المكاسب أن الله تعالي جعل من المهاجرين أسبابا لنشر الإسلام..
فلولا الهجرة لبقي العرب إلي قيام الساعة يأكلون الميتة ويعبدون اللآت والعزي ومناة الثالثة الأخري ..
فجعل الله من المهاجرين أسباب هداية للناس والنبي عليه الصلاة والسلام يقول:
"لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت"
ثم إنه من مكاسب الهجرة أن المهاجرين بالهجرة من مكة إلي المدينة اختلوا برسول الله صلي الله عليه وسلم فجالسوه وسألوه وتلقوا القرآن منه وسمعوا القرآن منه غضا طريا وقرؤه بين يديه وتعلموا الحلال والحرام وتعلموا القضاء وتعلموا الفرائض علي يديه وتفقهوا في الدين بحضرته عليه الصلاة والسلام..
ومن مكاسب الهجرة أن المهاجرين اكتحلت أعينهم بالنظر إليه صلي الله عليه وسلم وتوفي بين أيديهم رسول الله وهو راض عنهم فنالوا شرف الصحبة في الدنيا والآخرة..
ثم إن الهجرة من مكاسبها أنها كانت سببا لمغفرة ذنوبهم وستر عيوبهم والتجاوز عنهم ببركة هجرتهم وصبرهم وجهادهم في سبيل الله كما في الآية
( {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمةََ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } )..
نسأل اللهالعظيمأن يأخذ بقلوبنا إليه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
- التصنيف: