مقام نبينا صلى الله عليه وسلم
أحزنني عنوان مقال الذى لايليق أبدا مع مقام النبى صلى الله عليه وسلم والذى كان (هل كان النبى خائنا لوطنه؟) ..
مقام نبينا صلى الله عليه وسلم وسقوط جمال عبد الستار فى مصطلحات الواقع هالني وأحزنني عنوان مقال الذى لايليق أبدا مع مقام النبى صلى الله عليه وسلم والذى كان (هل كان النبى خائنا لوطنه؟)
ومما أحزنني أن كاتبه أستاذ محترم بجامعة الأزهر بداية مقام النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يصان بالتعظيم والتقدير قولا وعملا وكتابة واشارة ولايجب أن يكون أداة للعناوين المثيرة الإعلامية لجذب القراء فتلك بضاعة من اغترب عن حب النبى صلى الله عليه وسلم قرأت المقال فوجدته وقع فى فخ استخدام المصطلحات المعاصرة التى وضعها اليسار والعلمانية واستخدمها د. جمال مع مقام النبى صلى الله عليه وسلم مثل (أم كان هارباً من يد العدالة القرشية، أم كان تركاً للمعارضة الداخلية واستبدلها بالمعارضة من الخارج مع الخونة والمجرمين!!) والفاظ أخرى مثل الإرهابيين والتآمر كان يمكن التجاوز عن ذلك لو كانت من غير متخصص مثل ( د جمال ازهري)
غلبت عليه ألفاظ السياسة كان يمكن التجاوز عنها كلها لو كان د. جمال فى رده محا تلك المصطلحات بتوضيح رسالة الإسلام فى الدعوة للتوحيد والكفر بكل الأوثان والمصطلحات الصنمية وأن لا إله إلا الله لاتعرف وطن ولا أرض والأهم أن دعوة الإسلام ليست معارضة مطلقا بالمعنى الحديث لأنه معنى خطير جدا ولايجوز استخدامه أبدا فى وصف دعوة النبى صلى الله عليه وسلم فالمعارضة المعاصرة كمصطلح معناها الإقرار بالنظام الحاكم والاعتراض على ممارسة القائمين على التنفيذ من أي حزب والإسلام خلاف ذلك تماما جاء لهدم كل النظم الحاكمة بالكفر وتأسيس نظام جديد أساسه لا إله إلا الله محمد رسول الله.
أما الجري وراء ألفاظ الهروب من العدالة والتآمر لايليق ولايجوز أبدا استخدام تلك الألفاظ مع مقام النبى صلى الله عليه وسلم ولا الرد عليها بالتعادل اللفظى فهى ألفاظ يجب أن تنسف فدعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هى تحقيق العبودية لله الواحد الأحد ومنها العدالة واللفظ الشرعى الرباني أنه صلى الله عليه وسلم هاجر بأمر الله تحقيقا للعبودية (وليس هروبا من العدالة عيب ولايصح الطرح بالاستفهام فى التساؤلات بتلك الألفاظ ) قال تعالى {لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا} ثم يحاول د. جمال أن يفلسف مواجهة النبى صلى الله عليه وسلم لكفار قريش سواء من مواجهة عير أبى سفيان أو بدر واحد والخندق حتى فتح مكة للخروج من مواجهة أبناء وطنه واخذ يعصر الكلام عصرا حتى يليق بأن النبى صلى الله عليه وسلم يحب وطنه وكان أولى به أن يرجع للقرآن فمواجهة النبى صلى الله عليه وسلم كانت لكفار قريش هذا هو المصطلح مؤمنين وكفار لا أرض ولا جنسية ولا حب ديار ولا اى شئ من فلسفة الواقع الساقط إنما كانت جهادا فى سبيل الله لنصرة الإسلام لا نستحي ولا نتخفى بألفاظ تضلل الأجيال من الجهاد فى سبيل الله فهو ركن الدين الذى قام به النبى صلى الله عليه وسلم وصحبه واتباعه ضد الطغاة لنشر الحق قال تعالى {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} وراجع آيات ال عمران [الرد التفصيلي يطول جدا ولكني وقفت باختصار شديد للتوضيح حتى يحذر الجميع من الوقوع فى فخ المصطلحات واحسب د. جمال كان مجتهدا فاخطأ ولكل جواد كبوة وكلنا خطائين غفر الله لنا وله.
ذكر القاضي عياض في "الشفا" [أن أبا جعفر المنصور - أمير المؤمنين - ناظر مالكاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فغن الله تعالى أدب به قوماً فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 2]، ومدح به قوماً فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الحجرات: 3]، وذم به قوماً فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 4]، وإن حرمته حياً كحرمته ميتاً، فاستكان لها أبو جعفر وأخيرا تذكر كتب التاريخ أن السلطان المملوكي الناصر محمد عندما دخل حدود المدينة المنورة نزل من على دابته ومشى حافيا احتراما وتقديرا ورهبة لمقام النبى محمد صلى الله عليه وسلم وإن السلطان عبد الحميد أمر بوضع عازل للصوت على شريط السكة الحديد الذى يمر قرب المدينة المنورة احتراما وتقديرا وحبا وتعظيما لمقام النبى محمد صلى الله عليه وسلَّم.
اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك وحب من يحبك.
- التصنيف:
- المصدر: