جبلت النفوس على حب من أحسن إليها
و الحر - كما قيل - من رعى وداد لحظة ، وانتمى لمن أفاده ولو لفظة ، أما اللئيم فهو من يجحد الإحسان ، وينسى سابق الإكرام ، ويهيل التراب على ما تقدم من البر .
جبلت النفوس على حب من أحسن إليها ، وشد من أزرها ، ووقف بجانبها ، لا سيما في مواقف المصيبة المزلزلة ، أو لحظات الفرح العظيمة ، وأمثال هؤلاء هم الإخوان حقا ، والأخلاء صدقا .
و الحر - كما قيل - من رعى وداد لحظة ، وانتمى لمن أفاده ولو لفظة ، أما اللئيم فهو من يجحد الإحسان ، وينسى سابق الإكرام ، ويهيل التراب على ما تقدم من البر .
ومما يستشهد به هنا ما ورد في حديث كعب بن مالك الطويل حين تخلف عن غزوة تبوك ، حيث حكى ما حدث له حين نزل الوحي بتوبة الله عليه فقال " «فَانْطَلَقْتُ أَتَأَمَّمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا ، يُهَنِّئُونِي بِالتَّوْبَةِ ، وَيَقُولُونَ : لِتَهْنِئْكَ تَوْبَةُ اللهِ عَلَيْكَ . حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ النَّاسُ ، فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي ، وَهَنَّأَنِي وَاللهِ مَا قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ قَالَ : فَكَانَ كَعْبٌ لَا يَنْسَاهَا لِطَلْحَة»"
والشاهد هو هذا : فكان كعب لا ينساها لطلحة !
وكيف ينساها لطلحة ، وهو الوحيد الذي قام له في تلك اللحظة الفارقة في حياته ، حين فرجت غمة خانقة ، ضاقت عليه فيها الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه إلى أن جاء الفرج ، وأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله عليه ، بل صارت قرآنا يتلى إلى يوم القيامة .
- التصنيف: