الصديق أفصح الصحابة وأخطبهم
أبو الهيثم محمد درويش
وبعد الإسلام كان أعلى الصحابة كعباً في الخطابة والدعوة والتبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم فصاحة وبياناً وفهما للوحيين.
- التصنيفات: سير الصحابة -
الصديق أفصح الصحابة وأخطبهم
ذاع علمه في الأنساب قبل الإسلام وبعد الإسلام كان أعلى الصحابة كعباً في الخطابة والدعوة والتبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم فصاحة وبياناً وفهما للوحيين.
قال العلامة محمد بن عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله:
أبو بكر من أفصح الناس وأخطبهم
ليست الفصاحة التشدق بالكلام، ولا سجع الكلام، ولا كان في خطباء العرب من الصحابة وغيرهم تكلف الأسجاع، ولا تكلف التحسين الذي يعود إلى مجرد اللفظ الذي سمي «علم البديع» كما يفعله المتأخرون من أصحاب الخطب والرسائل والشعر، وإنما البلاغة المأمور بها في مثل قوله تعالى: { {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا} } (سورة النساء: 63) هي «علم المعاني والبيان» فيجمع صاحبها بين تكميل المعاني المقصود وبين تبيينها بأحسن وجه
وأكثر الخطب التي ينقلها صاحب «نهج البلاغة» كذب على عليّ، وعلي أجل وأعلا قدرًا من أن يتكلم بذلك الكلام؛ ولكن هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح، فلا هي صدق، ولا هي مدح.
لا ريب أن عليًا كان من أخطب الناس، وكان أبو بكر خطيبًا، وعمر خطيبًا، وكان ثابت بن قيس بن شماس خطيبًا معروفًا بأنه خطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... كما كان حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة شعراءه.
ولكن كان أبو بكر رضي الله عنه يخطب عن النبي - صلى الله عليه وسلم – في حضوره وغيبته -فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج في المواسم- يدعو الناس إلى متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ونبي الله ساكت يقره على ما يقول، وكان كلامه تمهيدًا وتوطئة لما يبلغه الرسول، ومعونة له، لا تقدمًا بين يدي الله ورسوله، ولما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو وأبو بكر مهاجرين إلى المدينة قعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقام أبو بكر يخاطب الناس عنه حتى ظن من لم يعرفهما أنه رسول الله إلى أن عرف بعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو القاعد. وكان يخرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الوفود فيخاطب الوفود، وكان يخاطبهم في مغيبه. ولما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان هو الذي خطب الناس .